من امراضنا العربية المزمنة

تفشت أمراض الجدل والنقاش البيزنطي المزمنة والمهلكة في عصرنا هذا .. إنتشار النار في الهشيم شمل جميع شرائح المجتمعات المختلفة – وأخص بالذات الساسة والزعماء – لأنهم الشريحة "المستهدفة" والمصاب الأكبر بالمرض - ومنهم من هو مصاب به بمراحل متقدمة.
أكاد إجزم أن مثل هذ الأمراض كان يجب أن تتفشى في العصور الحجرية .. أو ما قبلها .. إذ ذاك، يُلتمس العذر لما كان سائداً من الهمجية والفوضى والجهل، ولكن في عصرنا هذا؟؟؟ .. عصر التكنولوجيا، والعلم الحديث، والتطور الرهيب في جميع المجالات؟؟؟.. هنا تكمن الفاجعة.

و هذه الأسقام يتمحور معظمها في دول العالم الثالث – الدول النامية - وعلى مستوى أعلى القيادات "والرؤوس الكبيرة"، مؤديةً إلى الدوران في حلقات من التخلف، والوصول إلى طرق مسدودة، ومعطلةً لعجلة التطور والنمو، بينما الآخرون يسارعون بخطىً حثيثة للأمام – وقد لا يُتفق معي على تسميتها بالأمراض.

لكن الدليل ملاحظ وملموس في قنواتنا الأخبارية التي تبث برامج جدلية شعارها سياسة "أخلق بلبلة ... تُحظى بمشاهدة كبيرة". وهنا سؤال يفرض نفسه: هل حلت هذه البرامج أي موضوع طُرح من خلالها؟؟ وما هو الهدف من النقاش؟ وهل معنى النقاش هو الملاسنة والتي قد تتطوّر وتصل إلى مستوى المشاجرة، وربما "الملاكمة"؟ !!! أم هو طرح وجهات نظر مختلفة والأقناع بالتي هي أقرب إلى الصواب والمنطق؟؟؟
من وجهة نظري البسيطة أرى أن من أراد فرض وجهة نظر معينة بالقوة ... أو بالمشاجرة والمشاحنة ... شخص مريض وعاجز ... وعليه إعادة النظر في رأيه ... لأنه ببساطة ... الثقافة ليست بشهادة الدكتوراة ... أو الأستاذية ... والثقافة ليست أكاديمية بحتة ... بقدر ما هي أسلوب ... وتعامل ... وإحترام وجهات نظر الآخرين. "أو كما يقولون" !!!

قال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - فيما معناه إذا أراد الله بقوم سوء، سلط عليهم الجدل وقلة العمل.
ومن هنا أوجّه رسالة بسيطة إلى منفِّذي هذه السخافات والمهاترات السياسية: "أن كفى بالله عليكم، لقد أتعبتمونا، بهذه الهرطقة المضللة، قولوا خيراً أو اصمتوا إلى أبد الآبدين."

تعليقات