قضية وحوار


قال لي بعد أن تحدثنا ملياً حول هذا الموضوع حتتى وصلنا إلى هذه النقطة :-
هب إننا قبلنا بالمطلب الوحيد الذي تتمسك به وتطرحه علينا وعليهم كشرط اساسي "لحل المشكلة" القائمة بينك وبينهم وألزمناها بالواجب الاخلاقي والاجتماعي الذي يقع عليها تجاهك في الاعتراف بالغلط الذي ارتكبته بحقك قبل اكثر من خمسة اعوام مضت على ذلك حتى الان وأمرناها بإعادة تلك الحقوق التي قامت بالاستحواذ عليها خلسة عن طريق ذلك الغلط ،، فإن ذلك سوف يشجعك وسيغريك بطلاقها والتخلي عنها بعد ان تتمكن من استعادة حقك ، ولن يكون بوسعنا السيطرة عليك وكبح جماحكببعد ذلك .
.قلت له :-
_ أفلم ترى ياهذا حتى الان ؟ بأن تمسكها بتلك الحقوق وإمتناعها المستميت عن الاعتراف بذلك الخطأ الذي ارتكبته بحقي قبل خمس سنوات قد شجعني منذ الوهلة الاولى على طلاقها والتبرؤ منها مرة بعد مرة خلال هذه الفترة ووفر لي الذريعة الكاملة والسبب المقنع والحجة الكافية لفعل ذلك معها والتربص به والقتال من اجله دون ان يساورني اي تردد او خجل على نحو ماجرى حتى الان في كل محفل ومناسبة ،، ،، ولو كنتُ ابحث عن مبرر لطلاقها والتخلي عنها -كما يزعم الزاعمون - فانني لن أجد بين كل المبررات الاخرى التي يمكن ان يرفعها اي زوج لتبرير طلاقه من زوجته أمام الناس بكل قوة وصرامة وإيمان مبرراً امضى واجدى وادعى للطلاق من هذا المبرر الذي قدمتوه لي ومازلتم تقدموه لي يوماً بعد يوم على طبق من ذهب ،،على وجه لم اجد معه أو مقابله اي مبرر أو دافع او حجة اخرى ولو ضعيفة من الممكن ان تحملني على محمل الرغبة في إعادتها الى عصمتي الزوجية إن كان لي ان افكر مجرد تفكير فقط لا اكثر بإمكانية العودة اليها دون سبب او ذريعة او تشريع واحد أو لأي مصلحة ثانية لا علاقة لها بالمشكلة ،،
فإذا كان الطلاق في الحالة الاولى التي تصرون على رفضها بدعوى الخوف والحذر من وقوعه عليها لاحقاً ،، كان ولايزال مجرد أحتمال غير مؤكد ..او أمراً محتملاً وقوعه مستقبلاً او في اي وقت آخر - أي أنه قد يقع وقد لايقع - بالنسبة لكم - إلا انه قد اصبح امرأ محققاً وواقعاً بكل شروطه ومقدماته واثاره ونتائجه واسبابه بيننا في الحالة الثانية التي آثرتم إتباعها في تعاطيكم معنا حتى الان بذريعة خوفكم وحذركم من إحتمالات وقوعه الذي زعمتم بأنه قد يترتب على "الحالة الاولى " في وقت لاحق ،،،رغم ان العمل بمقتضيات " الحالة الاولى " من شأنه ان يؤدي بكل تأكيد الى إزالة كل الاسباب التي أدت اليه "الطلاق" او التي يمكن ان تؤدي اليه مستقبلاً ،،او أنها على الاقل لن تترك لي اي مبرر او دعوى او خيار للإقدام عليه في وقت لاحق ..في حين ان الخيار الذي تضمنته "الحالة الثانية " التي تتبعوها قد كرس "الطلاق كأمر واقع بيننا وأدى الى نشوب مشاكل متفاقمة واحقاد مدمرة وتداعيات كثيرة طرأت بفعل ذلك خلال الفترة الماضية الى الان لأنه يكرس ذات الاسباب والدوافع السيئة التي ادت الى الطلاق والى نشوب تلك المشكلة الزوجية التي نشبت بيننا منذ البداية وقبل ان يتدخل المتدخلون فيها ،، بل إن الطلاق لم يقع والمشكلة لم تنشب يومها بيننا نتيجة لإرتكاب ذلك الخطأ بل نتيجة للإصرار عليه وعلى عدم التراجع عنه ،
قال لي :-
كل هذا الكلام الذي قلته صحيح ولكنه لايضمن ولايقدم اي ضمانات حقيقية تجعلنا نثق فيه وبأنك لن تطلقها بعد ان تسترجع حقك منها ...
قلت له :-
وهل الحلول والبدائل التي تحاولون ان تفرضوها علينا عنوة عن طريق الضغوط واساليب المخاتلة التي تمارسونها ضدي من خلف الواجهة تقدم ضمانات ولو هشة لعدم وقوع الطلاق راهناً ومستقبلاً ولا تنطوي على اسبابه القديمة والجديدة ولو كنت أرى بأن هذه الحلول والبدائل التي تتبنونها وتقاتلون قتالكم المستميت من اجل فرضها علينا عنوة لمعالجة المشكلة فلو كنت ارى انها لن تؤدي الى نتائج وعواقب وخيمة قاتلة غير الطلاق لسارعت للقبول بها بمحض ارادتي و دون تأخير أو ضغوط ..ومع ذلك فإني اقول لك بأن عليك ان تعلم كما يعلم جميع الناس لو كنت اسعى الى إسترداد حقي وكفى من وراء هذا الشرط ولا أسعى الى استعادة الزوجة والاولاد من خلاله كما يتوهمون ..فعليك ان تعلم بأنه لايمكن لأي جبار او ظالم او سفيه أو لص على هذه الارض مهما بذل ومهما حاول ان يصادر حقاً جلياً وظاهراً يمتلكه إنسان آخر - ضعيفاً كان او قوياً لصالحه او أن ينكره منه أو يضمه لاملاكه بهذه الطريقة السافرة التي يسلكونها معي ،، قد يتمكن بفعل براعته مثلاً في فنون اللف والدوران من الاستيلاء عليه لبرهة من الزمن ولكنه في الاخير سيضطر لاعادته لصاحبه -طال الزمن أو قصر - ولا يضيع حق بعده مطالب البتة ،كما ورد في الاثر الذي اجمع عليه كل الناس قديماً وحديثاً، ولو إن في قلبي مقدار ذرة من الشك مثلاً ,, بأن هولاء الناس إنما يتمسكون بتلك البقعة التي تخصني بقصد الاستيلاء عليها او بنية إنكاري منها او بدافع الطمع فيها ( رغم أنها لا تغري بذلك ) وليس من باب الحاجة التي أعلم تماماً بانها هي التي دعتهم للتمسك والاحتفاظ بها كل هذا الوقت بنية مساومتي عليها في عودتي الى الزوجة او عودتها اليّ،، أو من باب خوفهم من وقوع الطلاق الذي يعتقدون بأنه سيترتب على قيامهم بإعادة هذه البقعة لي .. الامر الذي يزعجني كثيرا إذ لو أنني اشعر ان تمسكهم بها ناتجاً عن طمعهم فيها أو لأي دافع آخر غير ذلك الدافع لتخليت عن موقفي حيالهم ولبادرت الى إعادة الزوجة دون أن أطالبها بتسليم تلك البقعة قبل عودتها او كشرط لعودتها الى عصمتي الزوجية ..لكن المشكلة انهم اعتقدوا ومازالوا على اعتقادهم الخاطئ هذا بان تمسكهم بها هو الذي سيجعلني أتراجع عن طلاقها وأعود اليها طائعا ولن يدفعني الى طلاقها والتخلي عنها مكرهاً ... وهذا سبب إنما يدفعني الى طلاقها ويشجعني عليه ويغريني به لو كنت ارغب فقط في استعادة تلك البقعة ولا ارغب حقاً في استعادة الزوجة من وراء إصراري على تنفيذ ذلك الشرط ,,, لأنني على يقين كامل بأنه لو قمت بحسم موضوع الطلاق معها والبت فيه وعزمت عليه وقررت وقوعه بجدية وبحق وحقيقي دون نقاش او تفاوض فيه معهم او مع اي طرف اخر ينويهم فإنهم في هذه الحالة سيضطرون لإعادة تلك البقعة لي بعد أن ييأسوا ويفقدوا الغاية التي يهدفون الى تحقيقها من وراء تمسكهم بها ..ويبدوا أنهم يريدون ان يجبروني على ذلك ولو اجبروني على ذلك - وقد اوشكوا ان يجبروني عليه الان - فإنني لن اطالب منهم بأي حقوق وساتنازل لهم بكل شئ - فهل هم يقدرون هذا الموقف المرن الذي ابديه لهم حتى الان .فيسيئون تفسيره ،،،رجماً بالغيب ،،،،
وفضلاً عن ذلك فينبغي ان تعلم ايضاً بانني وحتى هذه اللحظة لازلت امتلك خيارات وطرق واساليب كثيرة جداً لاسترجاع تلك البقعة منهم أما طوعاً واما كرهاً،، وبوسعي في هذه الاثناء فقط ان أذهب لبسط ملكيتي الكاملة على هذه البقعة والاستحواذ عليها عنوة وأقوم بالتصرف فيها كما يحلوا لي وبيعها امام كل الناس ودون ان يجرؤ مخلوق خلقه الله على إعتراضي او الوقوف في طريقي لإعتبارات كثيرة يعرفونها اكثر مني .. لو أن مطلوبي فعلاً هو إستعادة تلك البقعة منهم وكفى كما يعتقدون من وراء ذلك الشرط الذي اضعه عليهم ولا اسعى عن طريقه الى "الاعتراف" بذلك الخطأ الذي اسعى اليه من وراه بدافع الرغبة في الحفاظ على العلاقة الزوجية وترميمها معها ..
قال لي :
فأنت تعلم بأننا سنمنعك من تنفيذ ذلك وتعلم بأنك لن تتمكن من بيعها أو التصرف فيها لا نك تعلم ايضاً باننا سنقف في طريقك كما وقفنا من سابق من خلال ممارسة الضغوط الخفية ضدك وتحريض المشترين والدلالين وكل الناس الذين سيستجيبون لنا في هذه الحالة كما استجابوا لنا من قبل لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي نسعى اليه من خلف ذلك،،
قلت له :-
مادام انكم تؤمنون الى هذه الدرجة بقدرتكم النافذة على منعي من بيع تلك البقعة والحيلولة دون قيامي بفعل ذلك ،، فما الذي يجعلكم لا تؤمنون بنفس تلك القدرة التي تمتلكونها لاعتراضي والوقوف في وجهي للحيلولة دون قيامي ببيعها بعد ان تعيدوها لي بناءً على تنفيذ ذلك الشرط الوحيد الذي اطرحه عليكم وعليهم لحل كل المشاكل جذرياً فما الذي سيختلف بالنسبة لكم ولي في هذه الحالة بالذات ،،

قال لي علاوة على ماسبق :
إن أعدنا لك تلك البقعة والزمناها بالاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته وتسبب في نشوب المشكلة بينكم قبل عودتها الى عصمتك الزوجية ،فإن الضغوط التي سنمارسها عليك بعد ذلك لو لم تقم بإعادة الزوجة لن تجدي معك ولن تؤثر فيك ،، لأنك ستكتفي بالإبقأ والاحتفاظ بالبقعة معك ،، أي ان هذا هو ما يهمك ،، خصوصاً وانه سيكون كافياً ايضاً بالنسبة لك لتحقيق رغبة الانتقام من زوجتك وإشفأ غليلك والتلذذ بشهية الثأر والنيل منها ،، ولن يكون بمقدورنا في تلك الاثناء إرغامك على العودة اليها أو عهلى الاقل سيمثل ذلك مترس امام الهجمات التي قد نشنها عليك وعائقاً في طريق تقدمنا نحوك وسيجعلك تفرض شروطك علينا ..
قلت له :-
ارى انكم على حق في مذهبكم الذي ذهبتم فيه هذا فقط إن لم تكونوا تعلموا حتى هذه اللحظة بأنني لو كنت بالفعل ابحث عن فرصة مناسبة وسانحة امامي يمكن أن انتهزها بكل يسر وسهولة لتصفية اي حسابات معها او للانتقام منها كما تتذرعون ..فإنني لن اجد فرصة افضل من هذه الفرصة التي مازلتم منذ فترة طويلة تهيئونها لي وتدعونني اليها عنوة ،، أقصد لنفترض مجرد إفتراض لا اكثر بانني قبلت اخيراً بعودة الزوجة الى عصمتي الزوجية قبل ان تعترف بذلك الغلط الذي ارتكبته ضدي وتسبب في نشوب مشكلة الطلاق بيننا .. فما الذي سيمنعني من توجيه الطلب اليها فور وصولها وعودتها الى بيت الزوجية بالاعتراف بذلك الغلط مع تسليم البقعة التي لاتزال معها اليَّ حالاً ودون تفاوض او نقاش ..ما الذي سيمنعني من ذلك إذا كانت هي اول من يدركون بأنها قد عادت الى بيت الزوجية دون ان تعترف بذلك الغلط الذي ارتكبته ودون ان تعيد البقعة التي استولت عليها على اعتبار ان تمسكها بذلك كان هو الضمانة الوحيدة التي تملكها للمساومة على العودة الى بيت وذمة زوجها متخلية عن كل الاعتبارات الاخرى التي كان يمكن ان تساوم بها على ذلك بكل قوة وثقة ،،
بلا شك إنكم ستضعونها في ورطة كبيرة هنا ولن تجداً امامها مخرجاً للتخلص منها ,, وستجد نفسها امام خيارين لابد وأن يكون احلاهما مُر،، فأما ان تعترف بذلك الغلط الذي ارتكبته ضدي قبل خمس سنوات وتسلم لي البقعة وأما ان تصر على موقفها الرافض لذلك ,, وفي كِلا الحالتين فإن النتيجة واحدة وهي الطلاق ,,وبذلك ستكون الطلقة الثالثة قد اسقطت ونفذت عليها وأصبح مفعولها الشرعي والاخلاقي والاجتماعي والقانوني سارياً بيينا للابد ..
ولن يكون بوسعكم حينها الوقوف الى جانبها ضدي ولن يجرؤ مخلوق منكم على إلقأ اللائمة عليّ .. كما لن يكون بامكانكم جميعاً ان تحاسبوني او تنتقدوني او تعاتبونني او تحملوني تبعات ونتائج اخطائكم واخطائها واهلها التي لطاما حذرت منها ونبهت الجميع من عواقبها والاصرار عليها .والله من وراْ القصد
قال لي : ياعزيزي دعني افهمك شئ ربما لم تفهمه بعد بالنسبة لهذا الموضوع الذي تتحدث عنه الان ،،فإن كنت - على الاقل من وجهة نظرنا - عازم على الطلاق فعلاً في كل الحالات على نحو ما أشرت اليه وافترضته في مضمون كلامك الاخير ، فإن إمتثال الزوجة لشرطك الوحيد الذي تشرطه عليها بالاعتراف بالغلط الذي ارتكبته بحقك والقيام بتسليم واعادة تلك البقعة التي احتالت عليها اليك قبل ان تعود هي الى عصمتك الزوجية من شأنه ان يؤدي الى تسهيل طريق طلاقها والتخلي عنها امامك بشكل لم يكن ليتحقق لك ويتسهل امامك بالخيار الذي نطرحه نحن ونسعى الى فرضه عليك ..لان هذا الخيار وحده دون سواه سيتيح امامكم فرصة لن يتيحها اي خيار اخر للنقاش والتفاوض والتفاهم بينكما والاخذ والرد بشكل قد تترتب عليه نتائج ايجابية مفيدة لكما .. ثم اردف بعد ان سكت برهة  هذا  قائلاً: يا اخي طالما انك كنت ولاتزال تعلم تماما بان زوجتك قد احتفظت وتمسكت بتلك البقعة كل هذا الوقت ليس طمعاً فيها ولا سعياً للتملك عليها وإنها في الحقيقة إنما سعت من وراء ذلك للتمسك بك والحفاظ عليك انت ،، فهذا يعني فيما يعنيه بانها تحبك وتحرص على علاقتها معك وإستردادك انت .فلماذا تبادلها بهذا الموقف العنيف القاسي الذي تظهره لها وكان خليقا بك ان تتفهم ظروفها وتراعي مشاعرها وتسارع الى تكريمها بدلاً من هذا الموقف الخبيث الذي اتخذته إزائها ..
قلت له : نعم ياعزيزي كنت ومازلت اعلم تماما ويزداد يقيني في ذلك مع مرور كل يوم بانها قد تمسكت بتلك البقعة من اجل هذا الغرض وحده وفي سبيل هذه الغاية دون غيرها وليس طمعا فيها ,, وليتني لم اكن اعلم بهذه الحقيقة ابدا ،، بل ليتها قد تمسكت بها كل هذا الوقت بدافع الطمع فيها وسعيا لبسط تملكها عليها ولم تتمسك بها من اجل هذا الغرض الذي اعلم بانها قد تمسكت بها من اجله ,, وليتها كانت تعلم بأن تمسكها بها على نحو ماجرى ومازال يجري يعني تمسكها المستميت بطلاقها وانفصالها عني وانه سيؤدي الى اكثر من هذه العواقب والتبعات والتداعيات التي قادنا اليها حتى الان .. كنت اتمنى لو انها راهنت في العودة الى قلب زوجها قبل العودة الى بيته على امور وضمانات وحسابات اخرى غير مادية او عينية كهذه التي راهنت ولازالت تراهن عليها ..لقد آلمني جداً ان اراها لاتراهن على شئ يرتبط بشكل وثيق ومباشر بالقيمة المعنوية للزواج مما كان يفترض ان لا تراهن إلا عليه في الاول والاخير للعودة الى بيت زوجها ,, لماذا اعتقدت الى حد اليقين ان الرهان على الجانب المادي وحده كفيل بإصلاح ماافسدته بالطريقة ذاتها التي راهنت عليها  ,, لماذا كان الجانب المادي بالنسبة لها هو الجانب الذي ينبغي ان تعتمد عليه من بين كل الجوانب الاخرى لتحقيق ذلك.. لماذا اعتقدت الى هذا الحد بان العلاقات الزوجية لا تقوم بين الازواج إلا على هذا الاساس او على اساس الضغوط والمادة والمال والوظيفة والاولاد بعيدا عن كل الاسس والضمانات الحقيقية المتينة الاخرى التي كان يفترض ان تبني عليها كما يبني عليها كل الناس علاقاتهم الزوجية على وجه الخصوص ...لماذا فكرت انني لايمكن ان استجيب لاي قيم او معاني اخرى غير الصفقات التجارية والمادية التي قدمتها على كل شئ لتجبرني على العودة اليها ,, لماذا ارادت ان تفرض الزواج فرض بيننا وهناك الف خيار كان ولا يزال امامها لتكرسه عن طريق الرضى والقناعة بيننا ,, لماذا تصر على ان تعيد هذه العلاقة عنوة بيننا وتعود هي الى البيت وفي ظنها انني لم اعد اليها إلا من هذا الباب .. وانني ماكنت لاعود اليها ابدا من اي باب اخر
اما بالنسبة لفحوى الشطر الاول من كلامك السابق الذي قلت فيه بأن الخيار الذي تطرحونه وتتبنونه أنتم وتعمدون الى فرضه علينا بالاكراه عن طريق تلك الضغوط التي تمارسونها ضدي من خلف الواجهة بحجة انه سيتيح لنا فرصة قد لايتيحها اي خيار اخر غيره امامنا للتفاهم والتواصل والاخذ والرد بينا ، فإنني ارد عليك بالقول : أن هذه الغاية التي تقاتلونني من اجلها لا تستحق كل هذا العناء الذي كلفتم ومازلتم تكلفون انفسكم به بكل إندفاع ودون ملل حتى الان على سبيل الوصول اليها وكما انها لا تحمل اي مقدار من الاهمية بالنسبة للأثر الأيجابي الذي تزعمون بانه سيترتب عليها مقابل الأثر السلبي الفادح والمدمر الذي نتج حتى الان عن الوسائل والاساليب القمعية القاسية التي اتبعتموها معي لتحقيقها ,,ولعل هذا هو السبب الوحيد من بين كل الاسباب الاخرى  - على كثرتها-التي تبعث على الخوف و الحذر إن كان ثمة مايدعوكم للحذر من العواقب الوخيمة التي لابد وانها ستتمخض عن حل المشكلة بتلك الطريقة القاتلة والملتوية التي ستمنحني فرصة لاتعوض ولن يقدمها لي اي حل او خيار آخر غيرها للانتقام من الزوجة بالصورة التي تشفي غليلي وترضى رغبتي إن كنت اعتزم فعلاً للانتقام منها بل حتى وإن كنت لا اعتزم الانتقام منها فإن الاصرار على حل المشكلة بهذه الطريقة العقيمة فيه وحده ما يدفعني الف مرة للانتقام منها ابشع إنتقام ،، وهذا ما اسعى الى اجتنابه حتى الان من خلال موقفي الرافض لهذا الحل ومن خلال ما اكتبه لكم وللناس،،
قال : إسمح لي وعلاوة على كل الاسباب والعوامل التي ذكرتها لك في سياق هذا الحوار الذي دار بيننا حتى الان حول هذه القضية أن اصارحك بحقيقة السبب الرئيس والاهم الذي جعلنا جميعاً نتعامل معك على هذا النحو الذي تعاملنا به معك خلال السنوات الماضية حتى الان لحلها وفقاً لما اقتضاه الواجب الاجتماعي منا كمصلحين حيالكم وحيال طبيعة هذه المشكلة التي أخذت ابعاداً وخصوصيات اخلاقية ومبدئية وإنسانية لا شبيه لها وترتبط اكثر ما ترتبط بالصعوبة التي واجهناها في تنفيذ ذلك المطلب الذي تطرحه علينا وعليهم كشرط اساسي ينبغي تنفيذه اولاً وقبل كل شئ لحل المشكلة ،، وهذه الصعوبة التي طالما اصطدمنا بها كمصلحين تتمثل في موقفنا وواجبنا الاخلاقي امام شرط محفوف بالمخاطر كهذا ،، حتى وان كنا ندرك بأنك على حق كامل في هذا الطرح ولكننا ندرك في المقابل بان القبول به وبالطريقة التي تريدها انت رغم مشروعية ذلك ايضاً عملاً يتعارض تماما من وجهة نظرنا الاجتماعية والاخلاقية كاطراف ومصلحين مع القيم والمثل والاعراف والتقاليد الاجتماعية ويتنافى مع الاداب والتعاليم والعادات والمفاهيم الاخلاقية السائدة في المجتمع ،،اي ان ذلك يعد عيباً على الزوجة واهلها وسابقة  اخلاقية لم تحدث من قبل فيه ولا يمكن ان نسمح بها ابداً ،، كما ان اصرارك على فرض هذا الشرط بهذا المنطق المتعالي والعنيد الذي تبدوا عليه ، فيه ما ينتقص من كرامتهم الانسانية ويقلل من منزلتهم الادمية والعائلية والقبلية بين الناس  ويخدش مشاعرهم البشرية ويعرض سمعتهم للتشويه والهيانة ،،
فإذا لم تكن الموافقة على هذا الشرط من قبلهم في نظرك انت مجازفة خطيرة ومجهولة النتائج كما هي في حساباتنا نحن كمصلحين او اطراف فلا شك بان ذلك من شأنه ان يضعهم في احسن الحالات في موقف المذلة والاستعباد امام استكبارك وسيجعلهم عرضة لعصأ التطاول والاستبداد التي ستشهرها في وجوههم باعتبارك الطرف المنتصر عليهم والمتضرر منهم وباعتبارهم الطرف المذنب والمعتدى عليك من قبلهم خصوصاً وان القبول بذلك ينطوي على إدانة لهم بجريرة الخيانة التي تتهمهم بها رغم انهم  لم يقصدوا ارتكابها ،،او انهم ارتكبوها بعفوية وحسن نية ولم يقدروا عواقبها ،،
قلت له  :
إنني اتفهم طبيعة هذه المشكلة وخصوصياتها واتفهم موقفكم وموقف كل الاطراف منها ولذلك فقد ابديت استعدادي في مرات عديدة خلال الفترة الماضية للتنازل عن ذلك الشرط عملاً با يقتضيه الواجب مني امامهم كطرف وامامكم كمصلحين ووسطا في هذا الحالة  وتقديرا مني للمأزق المخزي الذي شعرت بانهم قد وضعوا انفسهم ووضعوكم فيه لتسهيل الحل عليهم وعليكم ,, غير إنني لم اجد اي تجاوب منكم معي في هذا الموقف وكنت اواجه في كل مرة من تلك المرات بمواقف تؤكد لي على ان الامر الذي يجعلكم تمتنعون عن حل ومعالجة هذه المشكلة بالحل الصائب والصحيح وتعاملونني بهذه الاساليب الملتوية التي استخدمتمونها في تعاملكم معي حتى الان يتعلق بسبب اخر غير هذا السبب ولا صلة له البتة بهذا الشأن ،،وبهذا الموقف الذي قابلتموني ولا زلتم تقابلوني به ,,
هنا قاطعني بتوضيح قال فيه :
لم يكن بوسعنا والحال كذلك ان نصارحك بتلك الحقيقة لعلمنا بان ذلك سوف يفسد الغاية التي نسعى اليها من وراء ذلك وسيبطل مفعول كل الجهود التي بذلناها على هذا الطريق من اجلها ولن يكون للحل الذي نتطلع اليه اي قيمة او معنى بعد ذلك ،،
قلت له لفترض ياسيدي ان هذا الكلام الذي تتعلون به كان صحيحاً كما تزعمون فلماذا كنتم كلما عبرت لكم عن نيتي للتنازل بذلك الشرط لهم تقابلوني في كل مرة من تلك المرات بمواقف وردود فعل تدل وتؤكد لي بأن السبب الذي يجعلكم تتعامون معي بتلك المعاملة لا يتعلق البتة بهذا الامر رغم إني لم اكن اذكر لكم فيها بأن السبب الذي يجعلني افعل ذلك يتعلق بهذا الامر ايضا في الوقت نفسه ،، وإلى جانب هذا السؤال فالمطلوب منكم الرد بكل صدق وصراحة ووضوح عن سؤال اخر على صلة وثيقة بهذا الموضوع ساطرحه عليكم حول قضيتي مع " النويد الجازعي " وأحداث قصة السجن التي دارت بيني وبينه  على نحو مفضوح ومكشوف ولا يمكن معه نفي العلاقة الوطيدة التي تربطها بالمشكلة الزوجية التي اردتم حلها عن طريق هذه الاساليب العقيمة الملتوية ,, والسؤال الذي اطرحه عليكم بهذا الخصوص يقول :

إذا كان السبب الرئيس والاهم الذي جعلكم تتعاملون معي بهذه الطريقة السيئة  من بين كل الاسباب الاخرى التي ذكرتموها هنا يرتبط أساساً حسب زعمكم بالعيب والواجب والموقف الاخلاقي الاستثنائي  الذي تتطلبه طبيعة هذه المشكلة  منكم كمصلحين واطراف فيها لحلها فلماذا لم ينطبق هذا العيب وذلك الواجب الاجتماعي والموقف الاخلاقي الذي يقع عليكم تجاهها على " الحل " الذي كنتم تسعون اليه والى فرضه علينا للمشكلة من خلال قصتي وقضيتي مع النويد التي افتعلتموها بيننا لهذا الغرض ،،لماذا لم يكن الاعتراف بالغلط وتسليم هذه " البقعة " الى النويد عيباً بالنسبة اليكم وللزوجة واهلها في هذه الحالة ,,،، مع أنه كان في الحقيقة والواقع  " عار  ليس بعده عار وشنار ليس مثله شنارعلى الجميع  ,,

وهذا معناه ان العيب بنظر الزوجة واهلها قبلكم يتمثل في معرفتي انا وحدي من بين كل الناس بهذه الحقيقة ولا يهمها هي ان يعرفها كل الناس دوني على مستوى العالم ....اليست هذه خيانة كبيرة أخرى ،، في نظركم ،ونظرها ، فكروا فيها تماماً ,,

اعرف أنكم ستنكرون علاقتكم بقصتي مع النويد وستستنكرونها بشدة امامي وهذا امر طبيعي يحدث دائما من المذنبين في الوقت الذي اجدكم فيه تدافعون عنه " النويد " وتحمونه من خلفي وتحشدون كل امكانياتكم واسلحتكم لموااجهتي واعتراض سبيلي كلما عبرت عن نيتي في الُثأر  لنفسي منه ،، مع أن واجبكم تجاهي هنا لا يتوقف ولا يقتصر على هذا الانكار والاستنكار اللذان تظهرون بهما امامي وكفى  ،، لأن ماهو مفترض عليكم لو كنتم صادقين في مزاعمكم هذه ان تقفوا الى جانبي بكل حزم ضد النويد وكل من تعرضوا لي بالهيانة والسجن حتى وان كنت مخطئاً او جانياً عليه وعليهم ،، فما بالي اراكم لا تتحركون تجاهي وانتم تعلمون بأنهم هم المخطئين والمعتدين عليّ ،،كيف يمكن ان تجمعوا بين هذه المتناقضات في الوقت نفسهفي مواقفكم تجاهي  ,,, ان الاعتداء عليّ واهانتي بالصورة التي جرت او بأي صورة اخرى إنما هي اعتداء عليكم بدرجة رئيسية واعتداء على القبيلةكلها  ،، وانتم المقصودون منها ،، وسيتواصل الحوار

تعليقات