الانكسار على جدار الخيبة



عندما يخيب ظنك والنفس كأنها تلفظ آخر الأنفاس .. عندما يتلاشى حلمك والأمل يصير ضبابا ..عندما تسقط عيناك الى أسفل قدميك وينكسر خاطرك ..عندما تصبح سماؤك لونها أسود وعطرك رائحته لا تميزوعيناك حائرتين تلتفتان يميناً ويسارا تنادي بحزن من الغلطان !
عندما تصبح أفكارك دخانا وطموحك ينتثر ويسقط من بين يديك عندما تصبح كأنك ريشة لأبسط نسمة
تصدمك .. عندما تتكالب عليك الملامات وتلتصق عليك التهم عندما يؤنبك ضميرك بقسوة عندما تتمنى الهروب الى غابة موحشة ولا تعود الى فراشك عندما تريد أن تصرخ في قمم الجبال وتبكي ولا يسمعك أحد عندما تريد أن تعتذر لمن أحسنوا الظن بك وتوبخ من خيب ظنك عندما ينكسر قلبك لحبيب هجرك بعد عشرة طويلة .وتنكر أو تأسف لتضحياتك النفيسة التي أصبحت لاتعني له شيئا أو زيف الوعود التي كانت تزخرفها الأوهام وتكشف أنه كان يتسلى معك .. عندما توفي مع صديقك وتجاهر له الأسرار ليبيعك .. عندما تصون زوجك وتضعه في مقلتيك يفاجئك بخيانة عندما تثير مشاعرك ثورة الضعيف الذي يظن نفسه قويا عندما
تقدم وتضحي وتبذل وتجتهد يجدونك لم تفعل شيئا ..عندما تكافح وتنظر بأمل إلى أبنائك ليكبروا تجد نفسك منبوذا من أقرب الناس لك ولقلبك عندما تبذر الورود لتزهر لا تجدها مقطوفة من سيقانها بل مدهوسة ميتة
بجذورها .. عندما تسلم قلبك و تأمنه بكامله الى يد شخص أخذه يتباهى به أمام أقرانه ليرميه مجروحا أمام بابك عندما تصوب نحوك السهام و لا تشفي غليلك الطعون ويستهويك الجنون وتتعارك مع الآلآم ويخون من تظنه يصون عندما تسقط على الأرض بكل قامتك وترفض أن تبلعك عندما تتمنى أن تبكي في أحضان طفل لتتجسد شخصيته ليبيح لك البكاء مثله لايبكي تجد الدهشة والخوف من الأيام التي تنتظره مثلك ليعيد البكاء عندما تجهش حواسك وصدرك ودواخلك صراخاً وصياحاً ويأساً لاتجد من يسكتها ويهدئها تجد الكل يصد عنك ويلومك..
.. عندما تحس أن الأرض تنفر منك والفضاء الواسع يضيق بك وكأن ملابسك تتبرأ منك لاتحـــــزن لاتيــــأس لاتســـتســـلم إنـــــه ..اعلان ثــورة التــــــحدي نعـــم إنه التحدي بينك وبين خيبة الظن ...
إنه الميدان ميدانك ... تحدى بينك وبين من خانك ॥ والضعف جندي لايجدي والخوف كرسي لايرسي والدمع شعار لاينفع والسقوط أمامه لايشفع قف من قدمين كأن والديك ينتظران وقوفهما عندما كنت صغيراً من ذالك الذي سيكسر ذراعك ويحطم احلامك ويخفض عليك روحك ويحبسك بسجونه إن الشمس ياصديقي كل يوم تغيب وترجع تشرق ,والقمر يتسلل راحلاً بعد خسفه ويعود بالسماء تسطع كل نقطه انكسار وضعف كل موقف يضعفك فهو لك ودرجة من درجات صعودك الى القمة هناك من ينتظرك قرب الشاطىء مع سماع كل باخرة لك تسقط شعار (القراصنة) ينتظرك من بين صفوف العامة المجتمعة عند اول محطة عند كل صافرة تثبت قوتك هناك من ينتظرك عند صناديق البريدهناك اسمك الذي تحمله فإنه ينتظرك الى أين تأخذه في سلالم حياتك والى أي مصعد ؟ والى أي سماء ؟هناك تنتظرك ذكرياتك وتلك الروائح النفاثة المنعشة التي عاصرت وقتك السابق هناك من البوم صورك صور أناس وأماكن لاتعترف بخيبتك الآن ... إنها تريدك أنت ... كما عهدتك ...فحقق لها ماتريد ولاتنكسر ولا تضعف
وعد كما كنت.. وظل كما أنت ...وعد اليها .. وعد الى من يريدك ..عد الى حبيبك "

تعليقات