يا اطلال هذي البلاد المعفرة بالدم القاني، يا موج التهلكة، يا وجع البيوت المحطمة، يا مهوى النسيان، يا دماً لا يعود، يا دهشة البراري، يا قرنفلة بيضاء تغطي جرح الثائر، يا قوت المتعبين من الإنتظار المكابر، حارقٌ كالجحيم حقد السلاطين، مخربٌ كالطوفان عبث هذا الجلاد، فارغةٌ كحائط ينهارفي سراديب العبث ذهنية هذا المستبد، على تعز أن تحضن جبل صبر ، أن تعلن عن ذاتها ريحانةً تُمزق اغصانها المبهجة مدافع المستبد، تسحقها في العراء المدمي، في الرمل الطعين، فهل ترى اضاءات الشوارع ساحةً للقنابل الهازئات تقتل بهجة الناس، فماذا ترى، إن هي إلا عاصفة سدى، ورمل رحيب في صحرائه يكتشف الدم اوجاعه، واعواد قات في نهار مغلول يحطّ عليه ليل بغيض يقتل في مآقي الأطفال قوافي الجبل، هو الخراب يركض بين الازقة والشوارع، فماذا ترى، أم ماذا ترى، إن هي إلا مراسيم البدد، إن هي إلا بئر ينهشه مكر الشوك، إن هي إلا فضاء ناشف في رماد الرصاص.
فماذا إن خرجت تعز والمدن الأبدية تبحث عن سحائب الحرية فتتنسمها عطراً، فماذا إن دخل هذا البلد في أُلفة الفرح الإرجوانيّ، فماذا إن غمر رذاذ الشمس عناقيدالامل ، فماذ إن يلامس المطر وجوه الاحرار، فماذا إن يزهرالشجر بهذه المدينة خلسة في المساء،وترفض فلوات القهر، فماذا إن أتى البرق وفتح الجبل الشامخ ذراعيه للمطر، وكيف لا تنوح المدن اليتيمة، أم كيف ترى هذه المدينة الفردوس ولا تلمس أزهاره، أم كيف لا ترتوي من رحيق الحرية، كيف لا تزهر الأرض بالمسرة وانفجار الأغاني، كيف لا يعوي الهتاف سنيناً في قلبها، كيف لا يشتعل حزن البيوت القتيلة، عما قليل ستنحني السحائب فوق صدر ها وستواصل الحياة، عما قليل ستمتلىء الشوارع بالربيع وتمحو الشواطىء المبتهجة غبار المرايا.
آثر اللصوص فتح ظلمة ثقوبها تفتح على غابات بذار الموت والدّمار، فإلى أين تبحر قوافل رياح الجنون بلا ربانٍ، وكيف تبتل شجرة محترقة بدمٍ من حقلٍ يهذي فيه رشاش اهوج، من يهندس ثبات هذا الجبل الموشى بالرجال ، من يحزّ رقاب الأشجار والبشر، من يفتح في الخرائب بوابات الإغتيال، من يطلق ظلمات الرصاصة، أم من يرسل الكلاب العاتية الدرداء، ومن يجمع القتلة، أم من يخاطب أشجان الموج، يا سواحل من رمالٍ ماذا لو أنّ الصخر الموجوع يدق ابواب النجوم، ماذا لو أنّ وجه المدينة احترق، ماذا لو أنّ البحر يجمع صدفاته الصبوحة ويجهز للرحيل، فهذا فارسٌ من تعز اولئك المعوقين كيف لهم ان يصبحوا شهداء ان ينالوا مالم ينله الاسوياء يخرجون من روح الطين من جسد الشعب المتعب، دماؤه تهز الشوارع والأزقة، وعلى كتفه يحمل جريحاً، جريحٌ حملته القذائف حتى سفح الجبل ، قذفته في مسارب القوافل، فهل رأيت ارض الماء والصحراء ونثار الهجير من هذا الأفق البعيد، أم هل رأيت كيف تخيط الغمائم جروح الصخور، وتمزج الموج بشيء من الأمل، أم هل رأيت بلداً يعوم على خزائن الخير ويسرقه نباش القبور، فهل سيركض من أجل هذا البلد البحر، أم هل الفصول الجديدة ستجمع اشلائه، أم سيحترق ريشه في بيداء العرائس.
كم من مرة ابصرت في هذه المدينة احتراقها، أأبصرت أعزلاً يقاتل كتيبة، فمن يبصر من بحر الكلم الذّابل هسيس القذائف، ومن يصنع من قشور الريح فضائية لم تذر غير ضجيج النمل، فمن يعبث بالبلد والريح المدفون في الموج الآهل بالخراب، فمن يجهل من وراء الحدود هذا البلد الشاسع،اليمن ككل فيفضي بطنين متحذلقٍ يزوبع لغة مثخنة بالفقاقيع تتمطى فيها السنة ما هالتها هوية الرصاص وما ذاقت حبة الترياق، فبأي لغة تترنم رصاصة الثّائر وبأي حبر نكتب في الفضاء الرحب ويملؤنا الفخر، في فضاء تعز تلتحم الاهات في كل المدن والتراب الدامي العاري تنطلق رصاصة من رحم الدم الدافق، فالصوت يطعن الصوت في صمت البندقية، وهذي روابي الرمل تنساب فيها غيمة في طريقها الساخن دون أن تبتهل بابتهالات المطر، وما المطر والملح الأجاج، إن هو إلا رمادٍ ليس كالماء في السحائب الفرحة، إن هو إلا خطو الفارس في حقول النّار، يملك الموج بكف اعزل، في شارع اسمه (جمال) في مداد الشارع في ظلاله الزرقاء، في الشرر المتطاير، ليس لهذا البلد إلا صوت المحارب، حيثماتئن المدافع من جحيمٌ الشهداء وحيثما كسر السياج حلمٌ.
وهذا نهارٌ حثيث الخطى ينهض مع سكرات النّار ومع المدّ يتمارى، نهارٌ لا يعرف الحدود، وصحراء تغدو نفقاً لنهر بلا ضفة وجسدٌ من انسان مثقلاً بالثقوب، ولص يمتد شبقه المتسلط بين بين البحر والجبل من عدن الى صنعاء،و مصائرمن الناس في قبضته، فمن يا تعز يضحي باسماً في مذابحك، أغزاة أم بلاطجة أم قتلة، فبأي صهيل ينام الحصان لكي يفيق، وبأي صرخة يكبو الفارس ويئن، وبأي حبرسنكتب شيئاً على ترابك السرمدي، تمتد لك يا تعز اجنحة كل المشاعر من عميق صمودها المقدس في وجه المعاوال المحرقة، فيا صبر لا تسأل عن احلامٍ منكسرة في شوارع محترقة، لا تسأل عن اسد ضاع في طرقاتك، فلتحرس السحائب في ازقتك الفارس والبندقية، ولتحلم باللقاء وعتبات المنازل، وموت السجان، يتألق سرب الحمام على شلال الرمال وامواج الغضب المرّ، فالفارس يجمع اشلائه ويعدو الى اتون الجمر تحت السماء المدماة، لهذا الفارس دربٌ يشعله ناراً وإلى الصباح الطري يهفو، والأفق يقرأ في مرايا السحائب مطر غامر .
وذا الجبل حيث تتجمع غيوم الهجير، هي الصحراء نجمةٌ، فذا جبل نفوسة مداد للفجر، فمن جوف السهول والروابي يأتي الماء والعشب والمطر، من دم الفارس الموعود يأتي، من النّار في ثلج الرماد، هذي ديار تعز تُهدّم، وهذي طيور تهجر اوكارها على دمدمة قصف القتلة ، والقتلة في مراعي جبل صبر ودمنة خدير وشرعب والقرى الأبدية، وهذي روح الغيم اليابس تفهم تضاريس الرمل وابجدية النضال والوفاء، وللثعالب كلابٌ عاتية وسط الأعشاش مبثوثة، سيمضي الخراب يا هذي البلاد وستمضي يا تعز إلى فجرك هليلةٍ، اصطفتك هذه السهول والحقول في مهد الروح المفتوح على بهو النّور، من خلف عتمة الشّارع وعتمات الروابي، ستمدين يا تعز ذراعيك إلى صتعاء وسيغسل المطر ما رسمته مخالب الثعالب، وفي الزاوية الجريحة وفي المدن الأبدية ستضيء النذور مصابيحها .وها قد اسقطنا ثعلبهم الكبير بذات الرصاص التي اشتراها ليقتلنا بها
يشقى الحرف أم يتعذب، فما الحرف، ينبع من يراع اليمّ، من تحت هجير البرق، من العراء المحموم، أم من الغيم الحارق، فما المناسك في بيداء موت الطيور، وما الأبراج في مفاوز من تعاويذ لا تحصى، فما أسراب المدافع والرشاشات تحز المدى والرقاب، فما الغبار والكرى والحقد المدجج بالوحشية، للحرية اكثر من جناح، وفي الدم نبع الجواب، ومن خلف انجم البحر القديمة تعاود تعز الظهور، تبصر الحرف في الأفق البديع، ترسل لكل المدن مداد الحرف المتبتل بغصون تعانق الظلال في شعاب النّدى، ومن غبار الشوارع تشرق شمسٌ وفي الومضة المجنحة بهمس الحجر ينزل الغيث في غيمة، يحن الحرف إلى سيرته الأولى إلى قريحته الأسطورية، إلى عهده الأبدي، يحن إلى ازهار الشرفات التي يتغنى عندها القمر، يصنع الحرف نجمة ويكتب اسمك المغموم في الدم، تعز وصوت ايوب طارش يقتل رسلهم ، من شقوق أحجار جبل صبر، من أقصى غيوم السحائب، علاماتها لحظة وصولها من خلف ابواب المديتة كلها.
قال ظلام الليل، ظلام الفضاء، قال الفضاء المرقوش على شفة البندقية فارسٌ من الزاوية اشتدّ حريق الأسر من حوله ومارقين،يخترقون الخيام ويسرقون الأشلاء تخرج من فوهات الكمائن، يلقنه مارق سفاح إن قل إنيّ " كلب و جرذ"، قال الفضاء في العماء، في الصوت الحسير الدامي، في لحظة الصمت المرّ، قال في لحظة الأسر أنّي افرغت دمي، قال الرماد: أنا بلطجي"، و من فوق رأس الفارس سيف مارقٍ يبشر بالرازيا والخراب، صوتٌ يشق طريقاً إلى رمال اعتراها الذهول، أثقل الحجر لسانه، ضجت الأرض، وملء العدم المفتوح تحترق شجرة قرب المذابح، ففي رعشة هدب العين يفز نسرٌ يشرع اجنحته في السماء، فما الذي اشتهاه الدّم في الزفير، ما الذي ينشره الخراب، إلى أين يجدف بدء الإبادة، بلدٌ يتناثر في العراء تحت حطام البيد، والمدن صامدة كسحائب ينزف فيها حلمٌ جميل، فلهذي المدن فرسانها، ولهذي البلد عنقاء محلقة في الأقاصي، قادمة من روح الرمال، تدق نواقيس الريح، تزرع الأشجار في هذي البلد وتبقى، وعلى ارصفة المدن تتناثر قطوف الأغاني، لا عاصم اليوم من المقسدون إلا الموت، فتلك البلد المشتعلة في الفيافي ينتظرها الف عرسٍ، وفي رماد ليلها ستفرح صنعاء وعدن وحضرموت واب والحديدة .لقد سقط الان في وكره ومعه كل اللصوص ...نقلوه على طائرات الموت يجترح عرش الشعب ووهم الخلود ...انها ارادة شعب ,,,ولك الخلود ياتعز
فماذا إن خرجت تعز والمدن الأبدية تبحث عن سحائب الحرية فتتنسمها عطراً، فماذا إن دخل هذا البلد في أُلفة الفرح الإرجوانيّ، فماذا إن غمر رذاذ الشمس عناقيدالامل ، فماذ إن يلامس المطر وجوه الاحرار، فماذا إن يزهرالشجر بهذه المدينة خلسة في المساء،وترفض فلوات القهر، فماذا إن أتى البرق وفتح الجبل الشامخ ذراعيه للمطر، وكيف لا تنوح المدن اليتيمة، أم كيف ترى هذه المدينة الفردوس ولا تلمس أزهاره، أم كيف لا ترتوي من رحيق الحرية، كيف لا تزهر الأرض بالمسرة وانفجار الأغاني، كيف لا يعوي الهتاف سنيناً في قلبها، كيف لا يشتعل حزن البيوت القتيلة، عما قليل ستنحني السحائب فوق صدر ها وستواصل الحياة، عما قليل ستمتلىء الشوارع بالربيع وتمحو الشواطىء المبتهجة غبار المرايا.
آثر اللصوص فتح ظلمة ثقوبها تفتح على غابات بذار الموت والدّمار، فإلى أين تبحر قوافل رياح الجنون بلا ربانٍ، وكيف تبتل شجرة محترقة بدمٍ من حقلٍ يهذي فيه رشاش اهوج، من يهندس ثبات هذا الجبل الموشى بالرجال ، من يحزّ رقاب الأشجار والبشر، من يفتح في الخرائب بوابات الإغتيال، من يطلق ظلمات الرصاصة، أم من يرسل الكلاب العاتية الدرداء، ومن يجمع القتلة، أم من يخاطب أشجان الموج، يا سواحل من رمالٍ ماذا لو أنّ الصخر الموجوع يدق ابواب النجوم، ماذا لو أنّ وجه المدينة احترق، ماذا لو أنّ البحر يجمع صدفاته الصبوحة ويجهز للرحيل، فهذا فارسٌ من تعز اولئك المعوقين كيف لهم ان يصبحوا شهداء ان ينالوا مالم ينله الاسوياء يخرجون من روح الطين من جسد الشعب المتعب، دماؤه تهز الشوارع والأزقة، وعلى كتفه يحمل جريحاً، جريحٌ حملته القذائف حتى سفح الجبل ، قذفته في مسارب القوافل، فهل رأيت ارض الماء والصحراء ونثار الهجير من هذا الأفق البعيد، أم هل رأيت كيف تخيط الغمائم جروح الصخور، وتمزج الموج بشيء من الأمل، أم هل رأيت بلداً يعوم على خزائن الخير ويسرقه نباش القبور، فهل سيركض من أجل هذا البلد البحر، أم هل الفصول الجديدة ستجمع اشلائه، أم سيحترق ريشه في بيداء العرائس.
كم من مرة ابصرت في هذه المدينة احتراقها، أأبصرت أعزلاً يقاتل كتيبة، فمن يبصر من بحر الكلم الذّابل هسيس القذائف، ومن يصنع من قشور الريح فضائية لم تذر غير ضجيج النمل، فمن يعبث بالبلد والريح المدفون في الموج الآهل بالخراب، فمن يجهل من وراء الحدود هذا البلد الشاسع،اليمن ككل فيفضي بطنين متحذلقٍ يزوبع لغة مثخنة بالفقاقيع تتمطى فيها السنة ما هالتها هوية الرصاص وما ذاقت حبة الترياق، فبأي لغة تترنم رصاصة الثّائر وبأي حبر نكتب في الفضاء الرحب ويملؤنا الفخر، في فضاء تعز تلتحم الاهات في كل المدن والتراب الدامي العاري تنطلق رصاصة من رحم الدم الدافق، فالصوت يطعن الصوت في صمت البندقية، وهذي روابي الرمل تنساب فيها غيمة في طريقها الساخن دون أن تبتهل بابتهالات المطر، وما المطر والملح الأجاج، إن هو إلا رمادٍ ليس كالماء في السحائب الفرحة، إن هو إلا خطو الفارس في حقول النّار، يملك الموج بكف اعزل، في شارع اسمه (جمال) في مداد الشارع في ظلاله الزرقاء، في الشرر المتطاير، ليس لهذا البلد إلا صوت المحارب، حيثماتئن المدافع من جحيمٌ الشهداء وحيثما كسر السياج حلمٌ.
وهذا نهارٌ حثيث الخطى ينهض مع سكرات النّار ومع المدّ يتمارى، نهارٌ لا يعرف الحدود، وصحراء تغدو نفقاً لنهر بلا ضفة وجسدٌ من انسان مثقلاً بالثقوب، ولص يمتد شبقه المتسلط بين بين البحر والجبل من عدن الى صنعاء،و مصائرمن الناس في قبضته، فمن يا تعز يضحي باسماً في مذابحك، أغزاة أم بلاطجة أم قتلة، فبأي صهيل ينام الحصان لكي يفيق، وبأي صرخة يكبو الفارس ويئن، وبأي حبرسنكتب شيئاً على ترابك السرمدي، تمتد لك يا تعز اجنحة كل المشاعر من عميق صمودها المقدس في وجه المعاوال المحرقة، فيا صبر لا تسأل عن احلامٍ منكسرة في شوارع محترقة، لا تسأل عن اسد ضاع في طرقاتك، فلتحرس السحائب في ازقتك الفارس والبندقية، ولتحلم باللقاء وعتبات المنازل، وموت السجان، يتألق سرب الحمام على شلال الرمال وامواج الغضب المرّ، فالفارس يجمع اشلائه ويعدو الى اتون الجمر تحت السماء المدماة، لهذا الفارس دربٌ يشعله ناراً وإلى الصباح الطري يهفو، والأفق يقرأ في مرايا السحائب مطر غامر .
وذا الجبل حيث تتجمع غيوم الهجير، هي الصحراء نجمةٌ، فذا جبل نفوسة مداد للفجر، فمن جوف السهول والروابي يأتي الماء والعشب والمطر، من دم الفارس الموعود يأتي، من النّار في ثلج الرماد، هذي ديار تعز تُهدّم، وهذي طيور تهجر اوكارها على دمدمة قصف القتلة ، والقتلة في مراعي جبل صبر ودمنة خدير وشرعب والقرى الأبدية، وهذي روح الغيم اليابس تفهم تضاريس الرمل وابجدية النضال والوفاء، وللثعالب كلابٌ عاتية وسط الأعشاش مبثوثة، سيمضي الخراب يا هذي البلاد وستمضي يا تعز إلى فجرك هليلةٍ، اصطفتك هذه السهول والحقول في مهد الروح المفتوح على بهو النّور، من خلف عتمة الشّارع وعتمات الروابي، ستمدين يا تعز ذراعيك إلى صتعاء وسيغسل المطر ما رسمته مخالب الثعالب، وفي الزاوية الجريحة وفي المدن الأبدية ستضيء النذور مصابيحها .وها قد اسقطنا ثعلبهم الكبير بذات الرصاص التي اشتراها ليقتلنا بها
يشقى الحرف أم يتعذب، فما الحرف، ينبع من يراع اليمّ، من تحت هجير البرق، من العراء المحموم، أم من الغيم الحارق، فما المناسك في بيداء موت الطيور، وما الأبراج في مفاوز من تعاويذ لا تحصى، فما أسراب المدافع والرشاشات تحز المدى والرقاب، فما الغبار والكرى والحقد المدجج بالوحشية، للحرية اكثر من جناح، وفي الدم نبع الجواب، ومن خلف انجم البحر القديمة تعاود تعز الظهور، تبصر الحرف في الأفق البديع، ترسل لكل المدن مداد الحرف المتبتل بغصون تعانق الظلال في شعاب النّدى، ومن غبار الشوارع تشرق شمسٌ وفي الومضة المجنحة بهمس الحجر ينزل الغيث في غيمة، يحن الحرف إلى سيرته الأولى إلى قريحته الأسطورية، إلى عهده الأبدي، يحن إلى ازهار الشرفات التي يتغنى عندها القمر، يصنع الحرف نجمة ويكتب اسمك المغموم في الدم، تعز وصوت ايوب طارش يقتل رسلهم ، من شقوق أحجار جبل صبر، من أقصى غيوم السحائب، علاماتها لحظة وصولها من خلف ابواب المديتة كلها.
قال ظلام الليل، ظلام الفضاء، قال الفضاء المرقوش على شفة البندقية فارسٌ من الزاوية اشتدّ حريق الأسر من حوله ومارقين،يخترقون الخيام ويسرقون الأشلاء تخرج من فوهات الكمائن، يلقنه مارق سفاح إن قل إنيّ " كلب و جرذ"، قال الفضاء في العماء، في الصوت الحسير الدامي، في لحظة الصمت المرّ، قال في لحظة الأسر أنّي افرغت دمي، قال الرماد: أنا بلطجي"، و من فوق رأس الفارس سيف مارقٍ يبشر بالرازيا والخراب، صوتٌ يشق طريقاً إلى رمال اعتراها الذهول، أثقل الحجر لسانه، ضجت الأرض، وملء العدم المفتوح تحترق شجرة قرب المذابح، ففي رعشة هدب العين يفز نسرٌ يشرع اجنحته في السماء، فما الذي اشتهاه الدّم في الزفير، ما الذي ينشره الخراب، إلى أين يجدف بدء الإبادة، بلدٌ يتناثر في العراء تحت حطام البيد، والمدن صامدة كسحائب ينزف فيها حلمٌ جميل، فلهذي المدن فرسانها، ولهذي البلد عنقاء محلقة في الأقاصي، قادمة من روح الرمال، تدق نواقيس الريح، تزرع الأشجار في هذي البلد وتبقى، وعلى ارصفة المدن تتناثر قطوف الأغاني، لا عاصم اليوم من المقسدون إلا الموت، فتلك البلد المشتعلة في الفيافي ينتظرها الف عرسٍ، وفي رماد ليلها ستفرح صنعاء وعدن وحضرموت واب والحديدة .لقد سقط الان في وكره ومعه كل اللصوص ...نقلوه على طائرات الموت يجترح عرش الشعب ووهم الخلود ...انها ارادة شعب ,,,ولك الخلود ياتعز