خواطر من خلف القضبان

 من اجل عيونه التي ارى بها الشمس وشوقا للفرح الذي هجر نظراته ضجرا من القلق الذي سكن نبضه خوفا عليه منهم حبا فيه وفي حياتي منه سأتوقف عن الكتابة..
لأنني لم أعد قادر على العيش باسلاك اجهزة الرصد في أوردتي وبجاسوس مزروع في صمام قلبي وبعداد مربوط بأنفاسي وبحارس على باب الروح يضبطني كل ليلة متلبس بجريمة الحلم سأصمت..
لأنهم احتلوا حديقتي السرية وزرعوا بين ورودها الغاما متفجرة واحزمة ناسفة سانسحب..
لانهم يخيروني بين الكلام او السجن ساخرس...
لن اكتب بعد اليوم سأنتحر شنقا بصمتي، وسأقطع شرايين حبري وأتركها تنزف خيباتي لآخر ورق..سأحرق اناملي كي لا تضعف امام الورق او لوحات هذا الصندوق سألقح عروقي بجرعات مضاعفة منلقاح اللامبلاة ساتنكر لكلماتي وأمحو عنها بصماتي وأنسبها لمجهول سأفقأ عيني كي لا ترى عذابات الوطن..
أنا لا أرى لا أسمع لا أتكلم سأكون كما تريدون مواطن صامت هادئ سعيدراضي وسأكتفي بالتصفيق الزغردة في زفة المنجزات العظيمة..اعجبتكم الزغرودة؟ تريدونها بصوت اعلى؟ ساتعلم زغردة النسا  بنفس أطول؟.. ام تريدون ضربا على الدفوف خلف مسيرات النماء والتغيير..ام تفضلون جذبة صوفية بلازمة نعم؟.. ما رأيكم في إلحاقي بديوان المادحين او بفرقة العازفين على قيثارة التزلف والنفاقهل هناك مناصب شاغرة لمزيد من الأقلام المأجورة؟ ساتطوع بلا أجر لخدمة الاستقرار المالي لثرواتكم وحمايتكم من شجع الشعب.. هل قلت الشعب الا فليسقط الشعب فلتسقط الفوضى وليبقى الزعامات..
وصلت الرسالة ايها الحراس المرابضون بمدافعهم الرشاشة خلف اكياس مزابل الذكريات والاحلام المتعثرة بجمجمتي..فهمتكم أيها المفتشون بين ثنايا ضعفي عن اخطاء محتملة ارفع الراية البيضاء وأعلن هزيمتي وسانسحب مستسلما من حلبة المعركة.
اطلقوا سراح الرهائن الذين احيا بحبهم وسانفذ الاتفاق...سأتبرأ من كلماتي السابقة والاتية والمحتملة والممكنة والمستحيلة.. اتبرأ من صدقي ومن الحقيقة..
لن اقترف بعد اليوم جرم الكتابة عن الوطن والشعب وثورة الشباب.. سأمحو شهر فبراير وكل الشهور من مفكرتي سأصادق الصمت واتخذ من اللامبلاة فلسفة لاحيا على هامش الدنيا سأحرق اجنحة الكلمات كي لا تتسلل في ضميري وتحلق خلف الأسلاك الشائكة..
سأعتزل الكتابة وأتفرغ لمتابعة المسرحيات الهزلية... فأرجو أن تزيلوا فوهات بنادقكم المصوبة نحو عشين لا تلمسوا العصافير البريئة، لاتنسفوا الحلم ولا تدمروا المساحات التي ابقتيموها لي ... ها أنذا أفي بوعدي فكونوا رجالا شرفاء وأوقفوا حربكم السرية وانسحبوا من مملكتي..
وقبل ان ترحلوا عني أغلقوا خلفكم الباب ولا تنسوا أن تطفؤا كاميرات الرصد الموصولة بأوردتي..
اعتراف أخير:
اتمنى ان تعود اليكم الحكمة قبل ان يفوت الاوان .

تعليقات