يقال هذا المثل عادة لمن يضطر لسبب او لاخر الى توزيع شئ مما يمتكله بالكاد يكفيه وحده، ويلبي حاجته الماسة اليه ،،وتفريقه على آخرين ممن لايمتلكونه أو ممن هم في حاجة ماسة ومماثلة لنفس الكم أو المقدار من ذلك الشئ الذي يملكه دونهم ...
وحتى لايفقد هذا الشئ الفائدة التي كان من الممكن ان ينتفع منها هذا الشخص وحده من بينهم كلهم وتتفرق قيمتة المادية او الاستهلاكية او الغذائية بينهم فيخسرها الجميع وهو معهم - فلا هو انتفع بها واستغنى عن الحاجة اليها ولا هم أكتفوا أو استفادوا منها : فيقال له في هذه الحالة (دار معمور ولا قرية خراب , أو خيراً من قرية خراب)
اي ان هدم هذا الدار بدعوى الاستفادة من احجاره في بنأ القرية الخراب لن يترك فقط القرية كما هي على خرابها وكفى بل انه سيؤدي فضلاً عن ذلك الى تخريب الدار الوحيد الذي لايزال معموراً فيها والذي يفترض ان يبقى معموراً فيها ( لأن داراً واحداً لايمكن ان يبني قرية مخربة بكاملها )
هذا المثل الشعبي المتداول وعلى نحو واسع بين عامة الناس في اليمن والذي لايكاد يمر على احدنا يوماً دون ان يسمعه هنا او هناك وخصوصا في " اوقات الظهيرة, أصبح ينطبق في دلالاته ومعانيه- إن اردنا تطبيقه على العديد من جوانب الواقع السياسي والوطني الذي نعيشه هذه الايام وبالذات الجانب الذي يرتبط بالقضية الجنوبية والمشاريع والرؤى التي قدمتها اطراف الحوار الوطني لحلها ,,فسينطبق تماما على مواقفهم المتباينة والمتناقضة إزائها ..
فالمشروع الذي قدمه الحزب الاشتراكي اليمني مؤخراً لحل هذه القضية ومعالجة مقدماتها وتداعياتها ونتائجها يمثل (الدار المعمور ) في هذا المثل بينما المشاريع والمواقف والرؤى المقابلة لها التي تبناها حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه التقليديين كبديل عنها تمثل ( القرية الخراب ) التي وردت في هذا المثال ,,
في تعليق وحيد ومقتضب على هذا الموضوع الذي سبق وان نشرته إلى الفقرة السابقة على الفيس بوك أكتفى احدهم بالقول حرفياً (توصيف خاطئ،خانك التعبير )،،،ولاشك بأنه قد قصد بذلك الاشارة إلى ان - "القرية الخراب" التي أوردناها على مورد التشبيه والمقارنة في هذا االمقال بين معنى المثل وواقعه من ناحية سياسية - لاتنطبق على مشروع الدولة الفيدرالية القائمة على ستة اقاليم الذي تبنته تلك القوى في موقفها من الوحدة التقليدية التي ربطت الشطرين ببعضهما على اساس أندماجي خلال العقدين الماضيين بالإضافة الى موقفها من المشروع البديل لشكل الدولة الذي تبناه الحزب الاشتراكي اليمني في الرؤية التي تقدم بها اليها لمعالجة القضية الجنوبية بعد أن وصلت الى ماوصلت اليه اليوم من التفاقم والتعقيد الذي ظل في حالة إمتداد وتراكم يومي طوال تلك الفترة بسبب الواقع الوطني الذي قامت عليه الوحدة الاندماجية بينهما .. والتي اقترح فيها إعادة بنائها بين الجانبين على قواعد وركائز مدنية ودستورية وإقتصادية وديمقراطية جديدة تؤسس لقيام دولة إتحادية ثالثة بينهما على إقليمين ..شمالي وجنوبي ..
وبين خيار الانفصال الذي يدعوا اليه الجنوبيون ومشروع الوحدة الفيدرالية الذي يقسم البلاد الى ستة أقاليم (2+4) وبين المشروع الاندماجي الذي لايزال قائماً للوحدة حتى هذه اللحظة منذ تحقيقها، وبين الواقع السياسي والوطني والاقتصادي والاجتماعي المكفهر الذي ترتب عليها مع تعاقب الايام وتقادم الزمن والاحداث منذ لك الحين ،، ظل "الوسط" كما كان وسيظل ابداً في مبادئ وأصول " الحكمة " التاريخية التي اجمعت عليها المجتمعات والامم المتعاقبة على ظهر البسيطة : خير الأمور ، وخير الخيارات ،وخير المناطق التي تمثل الصواب والسلام والامن والالفة والتوافق والوئام والتقارب والعدالة بين الجميع التي ينصح بها الحكما ويلجأ اليها العقلأ ويحتمي بها أهل الرشد والبصيرة من مخاوف واهوال ومخاطر الغلو والتطرف والمكابرة ونوازع الطمع والانانية ونتائج القوة والانفراد بالرأي ,,
وهذا ما أستوجب على حزب عريق- اتصف قادته بالحكمة الوطنية والروية التنظيمية والمنهجية الواقعية والرزانة السياسية والتوازن الفكري والحرص على مصلحة الوطن - كالحزب الاشتراكي اليمني أن يفعله لإخراج البلد من سراديب التمزق والصراع بعد ان اوشكت ان تتفرق به عنجهية الاخرين دونه في متاهات الغلو والتطرف والنزاع ..
فإذا كانت الوحدة الاندماجية قد خربت الجزء الاكبر من بنيان التآلف الوطني لليمن فإن تقسيمه إلى ستة أقاليم سيخرب الجزء السليم الذي بقي صالحاً فيها حتى الان،،
وإذا كان الخراب قد طال القرية كلها ولم يُبقي غير دار واحد معموراً فيها ،،، فهو ما أبقى لاهلها عليه من الخير الذي كان سائداً فيها قبل خرابها ..وعلينا أن نحافظ على هذا الدار الوحيد الذي لم يصل إليه خراب المخربين بعد!!1
وحتى لايفقد هذا الشئ الفائدة التي كان من الممكن ان ينتفع منها هذا الشخص وحده من بينهم كلهم وتتفرق قيمتة المادية او الاستهلاكية او الغذائية بينهم فيخسرها الجميع وهو معهم - فلا هو انتفع بها واستغنى عن الحاجة اليها ولا هم أكتفوا أو استفادوا منها : فيقال له في هذه الحالة (دار معمور ولا قرية خراب , أو خيراً من قرية خراب)
اي ان هدم هذا الدار بدعوى الاستفادة من احجاره في بنأ القرية الخراب لن يترك فقط القرية كما هي على خرابها وكفى بل انه سيؤدي فضلاً عن ذلك الى تخريب الدار الوحيد الذي لايزال معموراً فيها والذي يفترض ان يبقى معموراً فيها ( لأن داراً واحداً لايمكن ان يبني قرية مخربة بكاملها )
هذا المثل الشعبي المتداول وعلى نحو واسع بين عامة الناس في اليمن والذي لايكاد يمر على احدنا يوماً دون ان يسمعه هنا او هناك وخصوصا في " اوقات الظهيرة, أصبح ينطبق في دلالاته ومعانيه- إن اردنا تطبيقه على العديد من جوانب الواقع السياسي والوطني الذي نعيشه هذه الايام وبالذات الجانب الذي يرتبط بالقضية الجنوبية والمشاريع والرؤى التي قدمتها اطراف الحوار الوطني لحلها ,,فسينطبق تماما على مواقفهم المتباينة والمتناقضة إزائها ..
فالمشروع الذي قدمه الحزب الاشتراكي اليمني مؤخراً لحل هذه القضية ومعالجة مقدماتها وتداعياتها ونتائجها يمثل (الدار المعمور ) في هذا المثل بينما المشاريع والمواقف والرؤى المقابلة لها التي تبناها حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه التقليديين كبديل عنها تمثل ( القرية الخراب ) التي وردت في هذا المثال ,,
في تعليق وحيد ومقتضب على هذا الموضوع الذي سبق وان نشرته إلى الفقرة السابقة على الفيس بوك أكتفى احدهم بالقول حرفياً (توصيف خاطئ،خانك التعبير )،،،ولاشك بأنه قد قصد بذلك الاشارة إلى ان - "القرية الخراب" التي أوردناها على مورد التشبيه والمقارنة في هذا االمقال بين معنى المثل وواقعه من ناحية سياسية - لاتنطبق على مشروع الدولة الفيدرالية القائمة على ستة اقاليم الذي تبنته تلك القوى في موقفها من الوحدة التقليدية التي ربطت الشطرين ببعضهما على اساس أندماجي خلال العقدين الماضيين بالإضافة الى موقفها من المشروع البديل لشكل الدولة الذي تبناه الحزب الاشتراكي اليمني في الرؤية التي تقدم بها اليها لمعالجة القضية الجنوبية بعد أن وصلت الى ماوصلت اليه اليوم من التفاقم والتعقيد الذي ظل في حالة إمتداد وتراكم يومي طوال تلك الفترة بسبب الواقع الوطني الذي قامت عليه الوحدة الاندماجية بينهما .. والتي اقترح فيها إعادة بنائها بين الجانبين على قواعد وركائز مدنية ودستورية وإقتصادية وديمقراطية جديدة تؤسس لقيام دولة إتحادية ثالثة بينهما على إقليمين ..شمالي وجنوبي ..
وبين خيار الانفصال الذي يدعوا اليه الجنوبيون ومشروع الوحدة الفيدرالية الذي يقسم البلاد الى ستة أقاليم (2+4) وبين المشروع الاندماجي الذي لايزال قائماً للوحدة حتى هذه اللحظة منذ تحقيقها، وبين الواقع السياسي والوطني والاقتصادي والاجتماعي المكفهر الذي ترتب عليها مع تعاقب الايام وتقادم الزمن والاحداث منذ لك الحين ،، ظل "الوسط" كما كان وسيظل ابداً في مبادئ وأصول " الحكمة " التاريخية التي اجمعت عليها المجتمعات والامم المتعاقبة على ظهر البسيطة : خير الأمور ، وخير الخيارات ،وخير المناطق التي تمثل الصواب والسلام والامن والالفة والتوافق والوئام والتقارب والعدالة بين الجميع التي ينصح بها الحكما ويلجأ اليها العقلأ ويحتمي بها أهل الرشد والبصيرة من مخاوف واهوال ومخاطر الغلو والتطرف والمكابرة ونوازع الطمع والانانية ونتائج القوة والانفراد بالرأي ,,
وهذا ما أستوجب على حزب عريق- اتصف قادته بالحكمة الوطنية والروية التنظيمية والمنهجية الواقعية والرزانة السياسية والتوازن الفكري والحرص على مصلحة الوطن - كالحزب الاشتراكي اليمني أن يفعله لإخراج البلد من سراديب التمزق والصراع بعد ان اوشكت ان تتفرق به عنجهية الاخرين دونه في متاهات الغلو والتطرف والنزاع ..
فإذا كانت الوحدة الاندماجية قد خربت الجزء الاكبر من بنيان التآلف الوطني لليمن فإن تقسيمه إلى ستة أقاليم سيخرب الجزء السليم الذي بقي صالحاً فيها حتى الان،،
وإذا كان الخراب قد طال القرية كلها ولم يُبقي غير دار واحد معموراً فيها ،،، فهو ما أبقى لاهلها عليه من الخير الذي كان سائداً فيها قبل خرابها ..وعلينا أن نحافظ على هذا الدار الوحيد الذي لم يصل إليه خراب المخربين بعد!!1
تعليقات