العدالة ياقاضي طورالباحة

ذات مرة قيل لتشرشل بأن الفساد ظهر في الجهاز الإداري والسياسي في بريطانيا فسأل والجهاز القضائي ؟ فقيل له : إنه جيد جدا 0 فقال : لا خوف على بريطانيا إذن
فالقضاء من أهم المرافق وأخطرها في كيان الدولة وهو الملاذ لكل ضعيف ومظلوم وصفة من صفات الله عزّ و جلّ فهو أحكم الحاكمين يقول في كتابه الكريم :
" إن الحكم إلا لله يقصّ الحق 00 وهو خير الفاصلين " صدق الله العظيم
وقال الحكماء :
" إمام عادل خير من مطر وابل "
وقد أحاطت الشرائع والدساتير ، القضاء والقضاة ، بهالة من التقدير والإجلال فمهنة القاضي تضعه في مكان يختلف عن مكان الرجال فهو بحكمه يحيل نصوص القانون الجامدة إلى كائن حيّ فيه حياة 00 فينزع يد الغاصب 00 ويعطي المال لمستحقه 00 ويضرب بيد العدالة كل آثم أو ظالم فيجعل نصوص القانون الخرساء ناطقة بإرادة الأمة في كل كبيرة وصغيرة
ولكن وكما يقول أحد الحكماء :
" لكل عالم هفوة 00 ولكل جواد كبوة 00 ولكل صارم نبوة "
وجلّ من لا يخطئ فالقاضي كغيره من الناس يحكم بما يسمع ويقدم له من الأدلة فكان رسول الله (ص) يمارس القضاء كرجل من الرجال لا بوصفه نبيا وقد حرص هو نفسه على هذه الناحية إذ جاء في حديث رواه مسلم عن أم سلمة زوج النبيّ (ص) أنه قال :
" إنكم تختصمون إليّ ، ولعلّ بعضكم يكون ألحن حجة من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع منه 0 فمن قطعت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من النار "
ولم يشأ المشرع أن يجعل القاضي مسؤولا عن جميع الأخطاء القانونية التي يرتكبها وإنما جعله مسؤولا إذا ارتكب خطأ مهنيا جسيما أو متعمدا فأوجد قواعد خاصة تحكم هذه المسؤولية وأصولا يقتضي مراعاتها في الدعوى المقامة على القاضي وذلك بغية منه في حماية القاضي والمحافظة على استقلاله وعدم تعريض سمعته للتشهير
اسد ميت خير من كلب حي

تعليقات