داء العظمة

إن السير عكس الاتجاه بالمعنى المطلق فعل بالتأكيد خاطئ ورغما عنا أحيانا قد نسير أما لضغوط ما أو من دافع محبة يجبرنا على تحمل بعضنا وان كانت تلك المجازفة خاطئة ،، وباعتبار أننا ولا سيما في قريتنا  وتماشيا مع أعرافنا قد نضطر للتصفيق والتمجيد والتعظيم علما أن الكثير منا يقول أو يدعي انه غير مجبر . بالفعل طرح منطقي ومن زاوية التسعين درجة قد تضطر للتصفيق لمديرك مثلا أو لمدرسك أو للاعب مشهور تتعدد الأمثلة والارتكاز واحد .
هناك أناس على فطنة ولا ينقصهم من الذكاء كما يعتقدون شيئا من وجهة نظرهم بالطبع ومهووسون بداء العظمة والكبرياء ومنطقهم الذي أصاغوه حسب اعتقادهم ومن منظور تفكيرهم باعتبار انه المجدي والأصح ليكونوا من خلاله مسيرة حياتهم الخاصة .. الخاصة .. فهل يحق لهؤلاء الأشخاص أن يسيروا حياة زوجاتهم مثلا أو أبنائهم على هوى اعتقاداتهم ؟؟
من المكن أن تتماشى هذه النظريات على مستوى اسري لفترة زمنية ولكن هل من الممكن أن تسير على هذا النهج حياتهم بكاملها .. واقصد الأسرة والأبناء .. ناهيك عن رغبة مفرطة في تمشية عقليات من خارج منظور الأسرة البسيط على أهواء أصحاب داء العظمة والذكاء !!
هل باستطاعتك أن تعلم بماذا أفكر أو بماذا سأتحدث أو كيف سأكتب أو أقرأ .. بالطبع لا يستطيع كائن بشري تحديد ما يجري داخل خلايا خلقت مختلفة تماما من حيث التركيب وقدرة الاستيعاب والإبحار في قوارب الخيال .. وإلا لما كانت هناك فوارق فردية بين بني البشر وأصبحنا كلنا عباقرة ومفكرين ومبدعين .
الوهم الذي يبالغ الإنسان بوصفه قد يخالف الواقع فيتهيأ له انه مثلا يمتلك قابليات استثنائية وقدرات جبارة لا توجد الا لديه ولا يمتلكها بشر سواه أو مواهب مميزة ليس لها وجود حقيقي .. أوهام حسية وغير منطقية .. والمطلوب من الطرف الأخر أو المقابل اعتماد ما يهيئ له إن كان على صواب أو خطأ .. بمعنى ابصم واختم ولا تتكلم أو تعارض ،، وان تحدثت فبما يتماشى مع أفكاري وإلا فأنت المخطئ .
ربما الشعور بالحرمان أو الغنى من بعد فقر أو المعرفة من بعد جهل شعور مجهول .. خفاياه اعقد مما هو مباح لنا للتعرف عليه .. ومن نزعات بني البشر وطبائع البعض منهم حب الإظهار والبهاء والتباهي أمام الآخرين بالطبع هذه صفة إنسانية طبيعية وغريزية كذلك ليس من حق احد منا أن ينتقدها أو يتسامى عليها فقد يختلف الناس بهذه الرغبة من حيث الدرجة .. لتكون واضحة و ملحة عند البعض دون الآخر .. إذا أين ينتهي قاع هذه المشكلة ؟؟ .. لا ندري ربما بردة الفعل أو النقمة على الماضي والحاضر معا بحيث لن اسمح لمن هو مثلي أو اكبر او اصغر مني ان يتفوق على ما امتلك من ذكاء أنا وليس سواي من احد وعلى كل ممن حولي ان يعي ذلك جيدا ويتماشى معه .. وإلا فليغردوا خارج سربي وبالطبع مع منح وسام إن من سار عكس اتجاه البوصلة لا يفقه من العلم والحكمة شيئا .. وما أكثر من أقوال بني البشر في انتقاد بعضهم وكلنا يعلم ذلك .. ولكن إن ظل الانتقاد ووجهة النظر والرأي في دائرة بناءة  فيا للفرح والسعادة وإنما للأسف نراه يحلق خارج هذه الدائرة الضيقة لتهدم أحلامنا وتخف طاقاتنا وان استطاع أصحاب العقول التي لم يخلق منها من التدمير الكامل فبالتأكيد لن يتوقفوا فقط ليثبتوا أنهم الأفضل وعلى الصواب وان كل من يعارض أفكارهم فهو شاذ وفاشل بل وعلى سلوكيات غير أخلاقية احيانا .. بأي حق يا بني البشر نملك كل هذا ،، وهل يستطيع احد منا ان يتحمل كل هذا .. علما ان كل ما سطر من كلمات من نهج الواقع الملموس والقريب جدا .
فأي داء عظمة هذا وأي كبرياء او ادعاء بالذكاء او قدرات لا مثيل لها رغم الفوارق من حيث التفكير والبيئة والعمر والفوارق الفردية ونسبة الذكاء وسرعة البديهة .. الخ !!

و
مع بزوغ فجر كل يوم جديد نبدأ رحلة البداية كل منا لديه ما يقوم به .. نتعرض لمواقف عديدة .. نذهب نأتي نأكل نشرب ننام نستيقظ نفكر نكتب وتظل مسيرتنا مستمرة وعجلة دوران الحياة مسرعة .. ولكن الشيء الوحيد الذي لا نستطيع ان نوقفه هو عمرنا الزمني .. باعتبار أن الإنسان يتقدم في العمر ومن المستحيل أن يقدر على إيقافه أو إرجاعه للماضي .. سوى بذكرياته فقط .
ففي حياتنا اليومية تواجهنا العديد من المواقف منها التي يتربع على عرش ذاكرتنا ومنها كنسمة ريح تختفي .. الشيء الجميل في حياتنا نعمة النسيان .. وكذلك التناسي أحيانا ، فمن منا لم يمر مرة بموقف ما اجبر نفسه على تناسيه ومسحه من ذاكرته كي لا يؤلمه أو يزرع الحسرة في قلبه ؟؟
والسبب لتظل سفينة الحياة مبحرة فمن غير المستطاع إيقافها عند حد معين وهذا الشيء ليس بمقدور احد منا وحتى لا نقف بتر حالنا تفاديا لتقلبات عجلة القدر .. وتماشيا أيضا مع أوضاعنا وذاتنا .

تعليقات