رؤسائنا هم قتلتنا


ما أعجب وأغرب هذا الزمن العربي ، ما أعجب وأغرب معظم حكام العرب المستبدون الدكتاتوريون الغاشمون الظلمة ، الذين وصلوا الى سدة الحكم في عتمة الليل وعن طريق الغدر والخيانة والانقلابات الدموية ، عرفناهم فهم السارقون الناهبون الفاسدون الجائرون المتحجرون المتخلفون الناكصون على أعقابهم ، القاتلون المارقون من الدين كما يمرق السهم من الرمّية ، الغارقون في الفساد حتى النخاع ، وهم الفاجرون الغادرون الماكرون الكاذبون السائرون في غياهب الظلام الدامس والتخلف والحماقة والرعونة والبلادة والعنجهية ، ألا ساء ما يعملون ويفعلون ويخططون ويتهددون ويتآمرون ويكابرون ألا سحقاً سحقاً ، ألا بعداً بعداً ، تبّت أيديهم فهم لا يعقلون ، وعن الحرية والعدالة منحرفون ،وفي العمالة والسفالة غارقون ، ولتطلعات شعوبهم رافضون ، ، في دماءنا والغون وأعراضنا حتى الثمالة منتهكون ، إنهم لمجرمون حقاً ولبئس ما فعلوا ويفعلون .

رؤساءنا هم قتلتنا ، يقصفون مدنهم وشعوبهم بحمم النار، يهدمون المساكن على رؤوس ساكنيها ، يقتلون الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال بدم بارد ، لا يقيمون وزناً لمبدأ أو خلق أو دين أو ضمير أو رحمة أو إنسانية ، وحوش كاسرة سافرة مستنفرة وهم الشر المستطير الذي يحيط بنا ، وهم المجرمون الحاقدون ، الذين يتصيدوننا كما يصطاد الصياد عصافيره ،كل يوم عشرات القتلى وآلاف الجرحى والمعتقلون في السجون *الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود * ماذا فعلنا بهم حتى يعاملوننا بهذه القسوة والوحشية ؟؟، قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة ، تبلدت مشاعرهم فهم لا يستحون ولا يخجلون لا يرف لهم جفن ولا تهتز لهم شعرة ولا ترتعد فرائصهم من هول ما يرتكبون ، هم عار الأمة وشنارها وهم التاريخ الاسود في زمن الخسة والدناءة والصغور ، قاتلهم الله أنى يؤفكون ، فقد أتوا إفكاً عظيماً وحاق بهم الموت الزؤام ثم الى جهنم واردون وخالدون .

ونحن الذين نطالب بحقوقنا التي أعطانا إياها الله تعالى ، حريتنا وكرامتنا المهدورة منذ عقود من الزمن ، ونحن نسعى لاسترجاعها من أيدي هؤلأ الحكام المستبدين بأي ثمن ، ونعلم أن ثمن إسترداها غال وثمين ومكلف ، والشعب الثائر اليوم قد قطع شوطاً كبيراً في هذا المضمار ولا عودة عنه مهما بلغت الخسائر واريقت الدماء ، وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة تدق ، اذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، من يستطيع أن يقف بوجه شعب ثائر مطالب بالحرية والكرامة ؟ وهل مّر علينا شعب يطلب حريته هُزم في التاريخ ؟؟ ضربات الشعوب ساحقة ماحقة كانسة ، فمتى يدرك حكامنا الظلمة المستبدين هذه الحقيقة ، ومتى ينصاعون لإرادة شعوبهم ، ومتى يفهمون !!! ومتى يرحلون ؟؟

وقد تبين لنا اليوم أننا أمام خطر ماحق من رؤساءنا فهم لا يرقبون فينا إلاّ ولا ذمة ، فإما أن يحكمونا بالحديد والنار وإما أن نبقى عبيداً لهم يبيعوننا في سوق النخاسة بأرخص الأسعار ، هذه معادلتهم وهذه معادلة اللصوص وقطاع الطرق ، وعندما خرجنا نطالب بحقوقنا إتهمونا بالعمالة والخيانة وأننا أصحاب فتن ونرمي الى شق الصف وضرب الوحدة الوطنية ، كل ما بهم وضعوه بنا تزييفاً للحقائق وتلبيساً على الناس ، لا يتورعون عن ضربنا بكل أنواع الأسلحة الفتاكة في سبيل المحافظة على كراسيهم العفنة وتبين لنا بأن رماياتهم دقيقة لا تخطئ هدفها .وهدفها الرؤوس والصدور ، فهم رماة ماهرون وصيادون محترفون بمهنية عالية ، يزهقون أرواحنا ويسفكون دماءنا بأيدي باردة ، وكما هي عادة الذئاب المفترسة التي تقتل حباً بالقتل وسفك الدماء والفتك لا غير ، وبطونها متخمة باللحم والشحم ، القتل لديهم عادة وهذا ديدنهم ومبلغ دينهم وسوء منقلبهم في الدنيا والآخرة ، أما منقلبهم في الدنيا فإلى مزبلة التاريخ وأما منقلبهم في الآخرة فإلى جهنم وبئس المصير.

إن الدكتاتوريين في العادة يتضامنون فيما بينهم في كل الأحوال، فانهيارأي نظام دكتاتوري ما هو إلا نذير شؤم لهم ، ويمثل خطورة على أنظمتهم تجعلهم يضعون أيديهم على قلوبهم السوداء المملوءة حقداً على شعوبهم وتطلعاتها للحرية والديمقراطية، ويقمعون أي تحرك شعبي للتخلص من نير الطغاة، تماماً كما يفعل طغاة العرب عندما يصرون على التشبث بالسلطة، ولا يتورعون عن اقتراف أبشع الجرائم في تصديهم لانتفاضة الشعوب ، ويرتكبون المجازر الوحشية التي تسببت بوقوع مئات الشهداء وألوف الجرحى، لكنهم يحاولون عبثاً إطفاء شعلة الثورة وكسر عزيمة الشعوب، التي تزداد قوة واندفاعاً وإيماناً، رغم كل التضحيات، أن رياح الحرية ستقتلع أنظمتهم الفاسدة التي عفا عليها الزمن لا محالة، وأن الشعوب العربية سوف تكنس بكل تأكيد مضطهديها إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم.

تعليقات