كل عام وانت ياوطني غير..كل عام وأنت يا وطني كما نرجوا ان تكون في خير واستقرار ورخاء ومن نصر الى نصر .ومن ثورة الى حرية الى رقي ... ها أنت مرة أخرى تصحو على صباح عيد التضحية والفداء، وكم صحت عيناك من قبل على مدار الأيام والسنين على مثل هذا العيد. ولكنه يختلف هذه المرة عنه في المرات السابقة ف..ها أنت تتنسم عبق نسائم الشوق للحرية المعطرة بأنفاس أجيال من عشاقك اصطفوا جيلا فجيلا يقدمون لك فروض التضحية والفداء. أيها الأب الحنون والأم الرؤوم.
وها نحن مرة أخرى ولن تكون الأخيرة.. لا يعترينا اليأس رغم الشدائد والصعاب. نأتيك على أجنحة أشواقنا التي لا تبرح قلوبنا، وحبنا الذي لن تخبو له جذوة، وإصرارنا على أن تعود لنا ولأجيالنا من بعدنا. ها نحن جئناك نهتف باسمك، نكحل أعيننا بسنا فضاءاتك القدسي، نجدد عهودنا لك. ها نحن نهتف أن لا عيد إلا يوم خلاصك، ويوم تطل شمس لا تغيب، هي شمس حريتك، أيها الغالي المفدى.وها نحن نقف بين يديك هذا العيد كمانقف في كل ساحات الثورة.نمد أيدينا إلى السماء.وبكل إيمان وخشوع نصلي لله في عليائه،سائلين إياه جل جلاله أن يطلق سراحك من بين براثن الإغتصاب.أن تعود لنا ونعود اليك و تكتحل عيوننا ببهاء طلعتك الأبية،وشموخ جبينك الوضاء.أن تكبر أجيال أطفالنا في أحضانك،وتكبر بهم.يومها تصبح كل أيامنا وليالينا أعيادا وأعراسا.فأنت أنت وحدك العرس والعيد والحب والوطن.
كل عام. وانت لنا أيها الوطن في انظار الأبطال رؤى خضراء مجنحة بالتحدي والاصرار. ملونة بالامل الذي لا يعرف الصمت ولا الرجوع. مسورة بالارادة . يا وطن الجرح المكابر ما أعياك نزيفه المدرار. تهزأ بالجرح وحربةالجلاد
كل عام. وانت لنا العيد والثورة . جراحك لعنة تتفجر شظايا قهر في صدر الجلاد. تفرش له
الطريق علقما وجمرا. جراحك غيمة من دخان الاحباط تظلل احساسه بالكآبة. تطارد احلامه
المتساقطة حلما حلما على قارعة الخراب. تنآى به الاهواء حائرا يحط رحاله على مدارج
السراب. وتتجدد انت من رحم الرماد. يا طائرا تسري الحياة في شرايين اجنحته
الى الأبد.
كلعام . وانت لنا أيها الوطن الساكن في وجدان ابناءك. والمسكون فيهم. مازال
عشاقك وعشاق الكرامة يدخلون محرابك أفواجا ويقتحمون ابوابك ويرتلون لك أنشودة الحرية. هاماتهم ترنو الى
السماء بكبرياء.تكلل جبين زمانك بناج التمرد. تملاءالفضاء باعراس الموت ، وتقيم
أعراسا لعيد حريتك الموعودة به كل الاجيال . ويومها تسترجع الأعياد لونها المضرج
بالحرية، المتفيء ظلال المجد والشرف الرفيع.
كل عام . وانت لنا يا وطن الشهداء. عاشوا رماحا تشق أسنتها المدى الى صدور طغاة غربان
الليل الجاثمين على أنفاس الفجر المنتظر الذي تصلي له قلوب الناس ليلد شمس
الحرية. ويوم لامست شفاههم ثراك الطهور لتطبع القبلة الاخيرة على جبينك الأشم
استحالوا الى مشاعل تضيء فضاءات أجيال خرجوا من رحمك وسيخرجون يرسمون بالنور والنار
ملحمة تلون زمانك بملاحم السلام وبطولة الصبر وتعطر مكانك بالاباء.
كل
عام . وانت لنا يا وطن الجرحى. روت دماؤهم ثراك العطشان لمطر الحريـة. وهل
الا دماء
جرحاك مطر الحرية ينهمر مدرارا على واحات حلمك جبلا وسهلا ووادي . وهل غير
دماء جرحاك تحمل الربيع الى ربوعك فتتجذر سيقان مستقبلنا الزاهر فيك.
كل
عام. وانت لنا يا وطن المعتصمين بحبلك . حين تمردوا على قيود عبودية الزمن
المعفرة كفاه بالسواد
والطغيان.معتصميك أيها الوطن المعتصم وهبوك شبابهم مهرا لعرس حريتك. تحدوا
المستحيلورابطوا في الساحات رباطهم على النصر القريب وهم يرفعون رايات
السلام . وشقوا غبار الموت والدمارببيارقهم البيضا وصدورهم العارية . وها
هم الآن في الخيام وميادين الصلاة يطرزون لك من
عنادهم وشاح كبرياء. وينظمون لك من اصرارهم مسبحة حرية. ويرسمون لغدك من
سنا محياهم
شمسا لا تغيب. شمسا لنهارات وعد لا يخيب.
كل عام. وانت لنا العيد والامل. هذا الدم الطهور مطر أخضر يتوضأ بقطراته ثراك الحالم
بصلاة الحرية. هذا الدم الطهور على مذبح الفداء من اجلك .قرابين الانعتاق
كل عام. وانت لنا العيد والسلام. لعل الشمس تطل على نهاراتك المتمردة على عتمة الليالي
السود. لعل الابتسامة التي غادرت عيون ابناءك ذات يوم تورق مرة أخرى في أحداقهم
وتزهر أملا بالحياة. لعل العيد الذي حلمت به الاجيال يرجع الى احضانك. وهل عيد غير
ظلالك يتفيؤها حراسك الساهرون انتظارا لصباحاتك السابحة بالسنا الأبدي. وهل عيد
الا انت يا وطني يوم تعود لك شمسك التي لن تغيب ثانية عن آفاقك.
كل
عام . وأنت لنا عيدا. نحن عاهدناك أن تكون لنا كاملا مكملا. لن نفرط
بواحدة
من ثوابتنا. سوف نصبر ونصابر. لن يعترينا الوهن ولن ينال منا القنوط ولن
ننجر للاحتراب معهم كي يقتلوك بايادينا البرئية . خطانا لا تعرف
إلا السلام عنوانا. ولا غيرك اخترنا وطنا مهما قست الأيام والليالي وطال
بنا المقام في هذه الساحات وتحت تلك الخيام
كل عام وكل عيد.. وأنت يا وطني بخير. في أحضانك وبين ذراعيك وتحت ظلال أفياء حبك الغامر هذا
المدى يولد أبناؤك يلوّن عيونهم شوق لرؤيتك ترفل في عباءة المجد والحرية.. يخفق في
قلوبهم عشق لا ينطفىء ضرامه رغم أعاصير الأيام
السوداء..
في أيديهم تتهادى مناديل بلون ثراك وأطيارك وأزاهيرك وسمائك ونجومك وأقمارك.. في
أشواقهم حرارة شمسك التي لا تعرف الإنطفاء والغروب.
كل عام.. وأنت يا وطني بخير. بين يديك تعلم الكبار والصغار أبجدية الإصرار
على
اختيارك أنت دون سواك برغم الشتات. كل حرف من حروف اسمك ملحمة عشق ترددها
القلوب قبل الألسن.الياء يافع انت في حضورك وسخائك واحلامك. الميم مشرق
انت بابتسامات اهلك وشباب تربتك.النون نبوغ عشاقك المنتمين إليك قلبا وروحا
وفكرا.ونوريملأالقلوب بالهداية الى طريق الخير .
كل عام.. وأنت يا وطني بخير. يسافر حبنا إليك صباح مساء .. وفي كل حين .. لا تثني
عزائمه الكوابح.. ولا تفت عضده الحواجز.. ولاتحطمه العراقيل .. فأنت أنت الوطن
الواحد .. وتظل واحدا مشرعة شرفاتك لكل عشاقك .. مرسومة صورتك رحلة عشق إلى أحضانك
الدافئة مهما كانت الصعاب .. ومهما كان هذا الليل المستعار جليدي الإحساس والشعور .
كل عام.. وأنت يا وطني بخير.. سنظل نهتف باسمك .. نقسم بطهر ثراك .. نكحل أعيننا
بسنا فضاءاتك القدسي .. نتنسم شذا أنسامك العابقة .. نتزود بحبك الأبدي .. نبشر
أجيالنا بدنو يوم خلاصك مهما طالت بنا الأيام .. ونأت بنا المتاعب والمسافات .
كل عيد.. وأنت يا وطني بخير.. أيها العيد المتجدد مع بزوغ شمس كل عيد اضحى
او فطر . . وهل عيد يحلو إلا يوم كل طائر مكبل بالأغلال خلف قضبان
الفقروالجوع والظلم والحرمان يعود
إلى عشه بين ذراعيك الحنونين .. هل عيد يزهو إلا يوم تحلق أحلام أطفالك في
فضاءاتك
على أجنحة الحب والأمان .. هل عيد يكون إلا يوم لا يعود هذا الجراد يلتهم
ربوعك
الخضراء .. ويوم لا تعود غربان هذا الليل الطويل تستوطن ذرى رباك الشماء .
كل عام.. وأنت يا وطني بخير. يا وطن التضحيات والفداء .. يا وطن الذين ضحوا
بأرواحهم. . عاشوا رماحا تشق أسنتها المدى إلى صدور طغاة غربان الليل الجاثمين على
أنفاس الفجر المنتظر الذي تصلي له عيون الأطفال ليلد شمس الحرية. . ويوم لامست
شفاههم ثراك الطهور لتطبع القبلة الأخيرة على جبينك الأشم استحالوا إلى مشاعل تضيء
فضاءات أجيال خرجوا من رحمك وسيخرجون يرسمون بالنور والنار ملحمة تلون زمانك
بالسؤدد وتعطر مكانك بالإباء.
تعليقات