معروف عن النفس الانسانية انها جبلت على الخير والشرمعاوانها تجمع بين الحسن والسئ وبين الحب والكره,,
ثمة سمات للفرد ..غير ان هناك مزايا او خصلات تجمع طائفة او جماعة او شعب من الشعوب وقد تكون مكتسبة او متوارثة وتحتفظ بها كميزة عامة للهوية
على ان كل التحولات التاريخية التي حدثت منذ خلق ادم قام بها اشخاص يقودون اخرين ممن يملكون مقدرات عجيبة على التاثير في النفس واستبدال مفاتيحها وازرارهالتخرج للعلن مرة اخرى بشكل قشيب وكانها تركيبة جديدة لجهاز قديم .
ويمكن لأيانسان مُتحضر ومتمدّن أكثر وداعة من قِطة مُسالمة أنْ يتحوّل بفعل السلطة إلى وحش كاسر أو شارب لدماء ضحاياه.
لو وقف الرئيس صالح أمام الشعب وألقى خطاباً حاسماً وحازما ومميزا وانسانيا وطالب باحترام كرامة المواطن، وبعقد اجتماعي أخلاقي بين الأمن والشعب، وأقسم أنه سيعاقب كلَّ ضابط يهين مواطنا ، وأن أجهزة رقابة ستقوم بالتفتيش المفاجيء على أقسام الشرطة، وأن وزير الداخلية سيفقد منصبه إن حدث أيّ تجاوز في تخشيبة أو سجن أو قسم للشرطة ضد مواطن يمني.
دقائق قصيرة بعد انتهاء خطاب الرئيس ويختفي الجانب الإبليسي من رجل الأمن، وتظهر صفات ومواصفات جديدة وجميلة ومشرقة ، ويتحول هذا الضابط من وحش كاسر إلى انسان يقطر عذوبة ورقة وتهذبا.
أين اختفى الجانب الآخر؟
إنه موجود في مكان ما، وقد تمر سنوات ، بل العمر كله دون أن تظهر الصفات الخبيثة مرة أخرى.
عندما وقف الرئيس وقال بأنَّ من لا يصبح غنياً في عصري، لن تتاح له الفرصة مرة أخرى، كانت تلك كلمة السر، التي فتحت شفرة الفساد والبلطجة ، وأصبحت العلاقات بين الناس كلعبة القط والفأر.
وقد يحدث فيمايحدث أن تتولى السلطة بدلا من عملية التبديل استخدام التخريب في عمق النفس، واستدعاء صفات تسبح على سطح المشهد كله، ومع مرور الزمن تصبح عادة، والعادة خصم للعقل، وعدو للمنطق، وعائق أمام أي تطور.
هل سمعت عن يمني واحد لم توثق لسانه تلك العادة، فرأى المشهد من الخارج ثم في الداخل، ثم من الخارج مرة أخرى؟
إن تكن رأيته فقد يصف لك أكثر مَشاهد اليمن في عصرها الحديث حزنا وكمدا وأسفا لأن عهد الرئيس صالح قام بحرب ناجحة على كل الجبهات الوطنية والشعبية ، فاستدعي قيما خسيسة، وجعل التسول والنهب أمورا عادية، وقرب إليه لصوصا ومحتالين ونصابين، وترك الكيف والقات تتسلل إلى الحرم الجامعي وتخرج للطالب لسانَها من دفتر المحاضرات.
قام صالح باقتحام واسع للنفس التي يحكمها بمنطق الدجل ، وتحكم في الأذن واللسان والمعدة والرئتين وعبث بالعواطف عن طريق العواطف، ثم نزع الشهامة والنخوة واستبدل بها لا مبالاة وتبلد وحسا ثقيلا كأن صاحبه مصنوع من جماد.
كره الشعب الكتاب والثقافة والتعليم ، وأدخلهم في دائرة الاستغلال المتوالي، أي تسمح لسائق التاكسي أن يستغفلك، ويذهب هو لطبيب الأسنان فيفرّغ جيبه من يوميته ولا مانع من تخدير موضعي في الفم ملوث بفيروس، ويحتال القاضي على جيب طبيب الأسنان، ولكن القاضي يقف خارج غرفة العمليات في المستشفى في انتظار خروج ابنته، ولا يعرف أن استنزافه ماديا ومعنويا قد بدأ، وهكذا دواليك.
قائمة لا تنتهي من الاخلاق والقيم خربها الرجل وهي أشرس حرب في تاريخ اليمن يشنها حاكمٌ ضد مواطنيه، لأنه عبث بكل أزرار النفس، حتى الأخلاق الدينية قام بتسطيحها فاغفلت الرسالات السماوية لتضع مكانها قشورا تحيط بالنفس التي تم تخريبها.
ظل صالح على قدر من الدهاء والحيلة ، أو الذين صنعهم فصنعوه، وعرف أنَ تخريب النفس هو الشيء الوحيد الذي يضمن له ولعائلته ثم قبيلته وللصوصه ولحيتان عهده الاستمرار والبقاء، فاضحى اليمنيون غير اليمنيون، وتلوث المشهد
على ان كل التحولات التاريخية التي حدثت منذ خلق ادم قام بها اشخاص يقودون اخرين ممن يملكون مقدرات عجيبة على التاثير في النفس واستبدال مفاتيحها وازرارهالتخرج للعلن مرة اخرى بشكل قشيب وكانها تركيبة جديدة لجهاز قديم .
ويمكن لأيانسان مُتحضر ومتمدّن أكثر وداعة من قِطة مُسالمة أنْ يتحوّل بفعل السلطة إلى وحش كاسر أو شارب لدماء ضحاياه.
لو وقف الرئيس صالح أمام الشعب وألقى خطاباً حاسماً وحازما ومميزا وانسانيا وطالب باحترام كرامة المواطن، وبعقد اجتماعي أخلاقي بين الأمن والشعب، وأقسم أنه سيعاقب كلَّ ضابط يهين مواطنا ، وأن أجهزة رقابة ستقوم بالتفتيش المفاجيء على أقسام الشرطة، وأن وزير الداخلية سيفقد منصبه إن حدث أيّ تجاوز في تخشيبة أو سجن أو قسم للشرطة ضد مواطن يمني.
دقائق قصيرة بعد انتهاء خطاب الرئيس ويختفي الجانب الإبليسي من رجل الأمن، وتظهر صفات ومواصفات جديدة وجميلة ومشرقة ، ويتحول هذا الضابط من وحش كاسر إلى انسان يقطر عذوبة ورقة وتهذبا.
أين اختفى الجانب الآخر؟
إنه موجود في مكان ما، وقد تمر سنوات ، بل العمر كله دون أن تظهر الصفات الخبيثة مرة أخرى.
عندما وقف الرئيس وقال بأنَّ من لا يصبح غنياً في عصري، لن تتاح له الفرصة مرة أخرى، كانت تلك كلمة السر، التي فتحت شفرة الفساد والبلطجة ، وأصبحت العلاقات بين الناس كلعبة القط والفأر.
وقد يحدث فيمايحدث أن تتولى السلطة بدلا من عملية التبديل استخدام التخريب في عمق النفس، واستدعاء صفات تسبح على سطح المشهد كله، ومع مرور الزمن تصبح عادة، والعادة خصم للعقل، وعدو للمنطق، وعائق أمام أي تطور.
هل سمعت عن يمني واحد لم توثق لسانه تلك العادة، فرأى المشهد من الخارج ثم في الداخل، ثم من الخارج مرة أخرى؟
إن تكن رأيته فقد يصف لك أكثر مَشاهد اليمن في عصرها الحديث حزنا وكمدا وأسفا لأن عهد الرئيس صالح قام بحرب ناجحة على كل الجبهات الوطنية والشعبية ، فاستدعي قيما خسيسة، وجعل التسول والنهب أمورا عادية، وقرب إليه لصوصا ومحتالين ونصابين، وترك الكيف والقات تتسلل إلى الحرم الجامعي وتخرج للطالب لسانَها من دفتر المحاضرات.
قام صالح باقتحام واسع للنفس التي يحكمها بمنطق الدجل ، وتحكم في الأذن واللسان والمعدة والرئتين وعبث بالعواطف عن طريق العواطف، ثم نزع الشهامة والنخوة واستبدل بها لا مبالاة وتبلد وحسا ثقيلا كأن صاحبه مصنوع من جماد.
كره الشعب الكتاب والثقافة والتعليم ، وأدخلهم في دائرة الاستغلال المتوالي، أي تسمح لسائق التاكسي أن يستغفلك، ويذهب هو لطبيب الأسنان فيفرّغ جيبه من يوميته ولا مانع من تخدير موضعي في الفم ملوث بفيروس، ويحتال القاضي على جيب طبيب الأسنان، ولكن القاضي يقف خارج غرفة العمليات في المستشفى في انتظار خروج ابنته، ولا يعرف أن استنزافه ماديا ومعنويا قد بدأ، وهكذا دواليك.
قائمة لا تنتهي من الاخلاق والقيم خربها الرجل وهي أشرس حرب في تاريخ اليمن يشنها حاكمٌ ضد مواطنيه، لأنه عبث بكل أزرار النفس، حتى الأخلاق الدينية قام بتسطيحها فاغفلت الرسالات السماوية لتضع مكانها قشورا تحيط بالنفس التي تم تخريبها.
ظل صالح على قدر من الدهاء والحيلة ، أو الذين صنعهم فصنعوه، وعرف أنَ تخريب النفس هو الشيء الوحيد الذي يضمن له ولعائلته ثم قبيلته وللصوصه ولحيتان عهده الاستمرار والبقاء، فاضحى اليمنيون غير اليمنيون، وتلوث المشهد
سقطت اليمن في براثن مُفترسيها، والشعبُ لا يعرف أن الهزيمة الداخلية للنفس
هي أم الهزائم، وهي تعبيد الطريق لسقوط وطن وازاحته إلى هامش
التاريخ وذيل ركب الأمم.
مسؤولية انقاذ الثورة تقع على عاتق كل من ليس له مصلحة في استمرار سيد العهد وابن سيد المستقبل المظلم القاتم الحزين. ولكن كيف تقنع اليمنيين أن الغزو الهمجي للنفس طوفان لا يبُقي ولا يذر؟
مسؤولية انقاذ الثورة تقع على عاتق كل من ليس له مصلحة في استمرار سيد العهد وابن سيد المستقبل المظلم القاتم الحزين. ولكن كيف تقنع اليمنيين أن الغزو الهمجي للنفس طوفان لا يبُقي ولا يذر؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يساورني سخط شديد مـخلوط بالشفقة عندما أرى الإنسان الذي خلقه الله، ونعـمـه، وكـرمه، ونفخ فيه من روحـه وقد تحول إلى حشرة أو أدنى. يـقـبـل أيدي المـلوك والرؤساوالشيوخ والعلماء،يطيع رجالا لو رآهم في لحظات ضعفهم للطم وجهه على ما فرط في كرامته وإنسانيته.
يستشهد بآراءٍ وأفكارٍ وحكاياتٍ نقلها له ولنا مطبلون ومتزلفون مثله فظن أنها قبسٌ من نور الذِكـْر الحكيم أو تنزيلٌ من التنزيل.
يأكل الدود صاحبــنا الذي لا نعرف عنه إلا القليل، وبعد مئات الأعوام نكاد نركع أمام أقوالـه، ونتقاتل لنثبت صحتـها، ونقاتل من يشكك في أي حرف منها.
كلهم رجال مثلــنا، منهم من مات وشبع موتا، ومنهم من لم يأخذ حفـار القبور أجراً على دفنــه بعد او قيمة لقبره.
لا غضاضة أو اعتراض أو عــتاب في أن نحترم شيخ من المشائخ او كاتب من الكتاب او خطيب من الخطبا او مجتهد من المجتهدين او مبدع من المبدعين او ثائر من الثوار
وجميل أن تكون حريصاً علىَ آراءٍ وأفكار وأعمال ومؤلـّفات وتراث دين أو معتقد أو مذهب أو زعيم وطني أو قائد ثورة ثقافية أو شيوعية أو محرر أمة
لكن كل الذين نتمنى أنهم من تـراب الأرض جاءوا وإلى تراب الأرض ودوده عادوا ينبغي أن يظلوا في دائرة إنسانية بكل ضعفها وقوتها، فقد كانوابشر مثلنا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، ويمرضون، ويقضون حاجتهم، وتنبعث منهم روائح كريهة، ويصابون بالضعف النفسي والجنسي والشره والتخمة والإدمان و .. السكري والضغط ، ويتلعثمون، وتهاجمهم كوابيس القات، ويجهشون بالبكاء في الخلوة.
عندما ينصحك المتلذذون بالدونيــة بطاعة ولي الأمر مهما كان ظالما وشريرا ومستبدا فلا تنصت إليهم، فأولو الأمر أيضا أناس ليسوا أعلى من أدنانا، أو أقوىَ من أضعفنا، أو أذكى من أغبانا!
طريقُ الإصلاح يبدأ من هنا .. من حيث نزع القداسة عن أي إنسان ما لم نؤمن أن اللهَ أوحى إليه، أو اصطفاه، أو كـلــمـه، أو نـزل عليه الروح الأمين.
عندما تنتقد، وتـشكـك، وتتفحص، وتغوص في الأعماق، وتقرأ ما وراء السطور، وتقف على قـَدم المساواة الإنسانية مع أي شخص في الدنيا فأنت على الصراط المستقيم.
كبارنا صغار، وعلماؤنا خلقـَهم الله ضــعافا، وزعماؤنا التاريخيون أو الذين لم يقم مــلــك الموت بزيارتـهم بـعد لو اطـلعت عليهم بين جدران أربعة لبكيت على كل لحظة خفظت رأسـك أمامهم، حضورا أو غيابا
حديثي هذا لا ينتقص قيدَ شعرة من أي صورة من صور الاحترام، لكنه دعوة لإعادة تحطيم الأصنام التي في الصدور.